responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 535

يعنى: يقيمون بالبادية؛ لأن فقد العز فى الحضر (أو التعريض بغباوة السامع) حتى كأنه لا يدرك غير المحسوس (كقوله‌ [1]:

أولئك آبائى فجئنى بمثلهم‌

 

إذا جمعتنا يا جرير المجامع‌

 


هذا البيت الفردان لا النوعان بناء على أن إقامتهم كانت بين فردين من النوعين، فأشار الشارح إلى بيان المعنى المراد لا المعنى الأصلى‌ (قوله: يعنى يقيمون إلخ) أى: فقوله بين الضال و السلم كناية عن إقامتهم بالبادية (قوله: لأن فقد العز فى الحضر) و ذلك لأن من كان فى الحضر تناله الأحكام بخلاف من كان فى البادية فهو آمن مما ينغصه، و أشار الشارح بذلك إلى أن مراد الشاعر بوصفهم بسكنى البادية بين الضال و السلم: وصفهم بالعز، و الشاهد فى إيراد المسند إليه اسم إشارة لقصد تمييزه تمييزا كاملا لغرض مدحه بالانفراد فى المحاسن و بالعز، و يحتمل أن يكون المراد بالوصف بسكنى البادية وصفهم بكمال البلاغة و نهاية الفصاحة لكونهم لا يخالطون فى الحضر طوائف العجم فتكون لغاتهم سالمة مما يخل بالفصاحة، و كأن الشارح اختار الأول تأسيا بكلام أبى العلاء المعرى حيث قال:

الموقدون بنجد نار بادية

 

لا يحضرون و فقد العزّ فى الحضر.

 

(قوله: حتى كأنه لا يدرك غير المحسوس) أى: غير المدرك بحاسة البصر أى الذى وضع له اسم الإشارة (قوله: أولئك آبائى‌ [2]إلخ) هذا من كلام الفرزدق يهجو جريرا، و الشاهد فى إيراد المسند إليه اسم إشارة للتنبيه على غباوة جرير، حتى إنه لا يدرك غير المحسوس، و لو قال فلان و فلان و فلان آبائى لم يحصل التعريض بذلك، و قوله: فجئنى بمثلهم: أمر تعجيز على حد قوله تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌ [3] أى لا تقدر على الإتيان بمثلهم فى مناقبهم إذا جمعتنا مجامع الافتخار يوما ما (قوله: فجئنى بمثلهم)


[1] من الطويل و هو للفرزدق فى ديوانه 11/ 418، و أساس البلاغة (جمع).

[2] البيت للفرزدق فى ديوانه (1/ 418) و الإشارات و التنبيهات (184) و التبيان للطيى (1/ 157) بتحقيق د/ عبد الحميد هنداوي.

[3] البقرة: 23.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست