responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 534

(فى محاسنه)

هذا أبو الصقر فردا فى محاسنه‌

 

من نسل شيبان بين الضال و السلم‌

 

[1] من نسل شيبان بين الضال و السلم؛ و هما شجرتان بالبادية؛ ...


لا تأتى من المبتدأ عند الجمهور، قلت: سوغ ذلك هنا كون ذلك الخبر مفعولا فى المعنى لمعنى اسم الإشارة أو ها التنبيه لتضمن كل منهما معنى الفعل و هو أشير أو أنبه أى:

أشير إليه فى حال كونه منفردا بالمحاسن أو أنبه عليه فى تلك الحالة، و هذا على حد قوله تعالى‌ هذا بَعْلِي شَيْخاً [2].

(قوله: فى محاسنه) جمع محسن بمعنى حسن أى منفردا بحسن ذاته و مكارم صفاته‌ (قوله: من نسل شيبان) حال ثانية من صاحب الأولى، فيكون من قبيل المترادفة أى: متولدا من نسل شيبان أو خبر ثان ذكر بيانا لنسبه بعد ذكر حسبه، و لا يصح أن يكون حالا من الضمير المستتر فى فردا لما فيه من القصور؛ لأن الحال قيد فى العامل فيصير تمييزه بالانفراد فى المحاسن مقيدا بكونه من نسل شيبان، و المناسب لمقام المدح الإطلاق و على تقدير جواز ذلك يكون من قبيل الحال المتداخلة فيكون العامل فيه فردا، و تكون متعلقة بمحذوف، و أما جعله ظرفا لغوا متعلقا بفردا- أى ممتازا منهم فليس بحسن؛ لأن مقام المدح يقتضى أن يثبت للممدوح الفردية فى المحاسن بالنسبة إلى كافة الناس لا بالقياس إلى نسل شيبان فقط، إلا أن يدعى أن نسل شيبان ممتازون بالمحاسن عمن سواهم، و النسل الولد و شيبان بفتح الشين: اسم لأب‌ى القبيلة المسماة باسمه‌ (قوله: بين الضال) حال من نسل شيبان، و هو الأوجه أى: حال كونهم مقيمين بين الضال و السلم، أو من شيبان، أو من أبو الصقر و الضال بتخفيف اللام جمع ضالة بلا همز و هو شجر السدر البرى، و السلم جمع: سلمة و هو شجر ذو شوك من شجر البادية يقال له شجر العضاه.

(قوله: و هما شجرتان) الأولى شجران بدون تاء؛ لأنهما نوعان من الشجر لا فردان، إلا أن يقال أن التاء للوحدة النوعية لا الشخصية، و يحتمل أن المراد منهما فى‌


[1] هو لعلى بن العباس المعروف بابن الرومى فى مدح أبى الصقر الشيبانى وزير المعتمد، من قوله:

 

هذا أبو الصقر فردا فى محاسنه‌

 

من نسل شيبان بين الضال و السلم‌

 

و الضّال: شجر السدر البرّى، و السلم: شجر ذو شوك، و قوله" بين الضال و السلم" كناية عن عزهم؛ لأن هذه الأشجار بالبادية، و هى مجد العرب و عزهم.

[2] هود: 72.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست