نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 470
(فللاحتراز عن العبث بناء على الظاهر) لدلالة القرينة عليه، و إن
كان فى الحقيقة هو ركنا من الكلام ...
بركن أعظم، و قوله فكأنه ترك أى: فإذا لم يذكر تخيل أنه ترك من أصله
أى: من أول الأمر و اعترض بأن تركه عدم ذكره و هو محقق، و حينئذ فلا يناسب إيراد
لفظ كأن، و أجيب بأن المراد بتركه تركه مطلقا أى: حقيقة و حكما بحيث لا يكون مقدرا
و مرادا، مع أنه مذكور حكما، ثم إن هذا الكلام يقتضى أن الحذف عبارة عن العدم
اللاحق، و النكتة التى ذكرها لتقديم الحذف على غيره تقتضى أن الحذف عبارة عن العدم
السابق فيتنافيان، و يدفع التنافى بأن نكتة تقديم الحذف باعتبار الواقع؛ لأن
الواقع أن المسند إليه لم يذكر فى الكلام أصلا و نكتة التعبير بالحذف دون الترك
باعتبار التخيل و التوهم نظرا إلى شيوع استعمال الحذف فى العدم اللاحق و هو عدم
الشىء بعد ذكره (قوله: فللاحتراز
عن العبث)اعلم أن الحذف
يتوقف على أمرين: أحدهما: وجود ما يدل على المحذوف من القرائن، و الثاني: وجود
المرجح للحذف على الذكر. أما الأول فهو مذكور فى غير هذا الفن: كالنحو، و أما
الثانى فقد شرع المصنف فى تفصيله بقوله فللاحتراز إلخ، و حاصله أن من جملة مرجحات
الحذف على الذكر: قصد التحرز و التباعد عن العبث، و ذلك أن ما قامت عليه القرينة و
ظهر عند المخاطب فذكره يعد عبثا أى: خاليا عن الفائدة فيحذفه البليغ لئلا ينسب إلى
العبث أى: الإتيان بشىء زائد عن الحاجة لإتيانه بما هو ظاهر معلوم و العابث لا
يلتفت إلى كلامه و لا يتلقى منه بالقبول، فقول المصنف فللاحتراز أى: فلقصد التحرز
و التباعد عن العبث أى لو ذكر (قوله: بناء على الظاهر)خال من العبث أى: حال كون العبث مبنيا على ما هو الظاهر من إغناء
القرينة عنه، و قوله و إن كان فى الحقيقة أى: و الحال إنه بالنظر للحقيقة، و نفس
الأمر ركن من الكلام، فينبغى الالتفات له و التصريح به فلا يكون ذكره عبثا، و إن
قامت القرينة؛ لأن الاكتفاء بالقرينة ليس كالذكر فى التنصيص على ما هو المقصود
الأهم. ا ه. عبد الحكيم.
و كتب بعضهم ما نصه: و احترز بقوله بناء على الظاهر عن الحقيقة و نفس
الأمر، و أورد عليه أن هذا يقتضى أن العبث فى ذكره إنما يكون إذا قطع النظر عن
الحقيقة،
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 470