responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 465

بدليل أنه جعل قوله: قد زر أزراره على القمر [1]- من باب الاستعارة ...


يكون المعنى لا يصح إلا بملاحظة التشبيه، و ذلك إذا وقع المشبه به خبرا عن المشبه حقيقة أو حكما بأن وقع صفة له أو حالا منه نحو: زيد أسدا و رأيت زيدا أسدا و مررت برجل أسد فحمل الأسد الحقيقى على زيد أو الرجل ممنوع لتباينهما، فتعين الحمل على التشبيه بتقدير أداته و أن المعنى أنه كالأسد، و أما إذا كان الجمع بينهما لا ينبئ عن التشبيه فلا يمنع من الحمل على الاستعارة كقولك: سيف زيد فى يد أسد، و إذا لقينى زيد رأيت السيف فى يد أسد، و كما فى قولك: نهاره صائم و ليله قائم، فإن الإضافة فيه لامية لتعيين المشبه المستعار؛ لأن المشبه بالشخص نهار مخصوص لا مطلق نهار، و إنما يكون طرفا التشبيه مذكورين على وجه ينبئ عن التشبيه لو كانت الإضافة بيانية، فإنه فى معنى الحمل للمبالغة فى التشبيه كما في: لجين الماء، و بهذا اندفع ما قيل أى فرق بين لجين الماء و نهاره صائم حيث جعل الأول من باب التشبيه دون الثاني، بل جوزتم كونه من باب الاستعارة مع أن فى كل منهما إضافة غاية الأمر أن فى نهاره صائم إضافة المشبه إلى المشبه به و فى لجين الماء إضافة المشبه به إلى المشبه، و هل هذه التفرقة إلا محض تحكم و اعلم أن ما ذكره الشارح من الجواب مبنى على تسليم كون المثال المذكور فيه جمع بين الطرفين، و لك أن تمنع ذلك؛ و ذلك لأن المراد بالنهار معناه الحقيقى و المشبه به الشخص الصائم مطلقا لا بقيد كونه فلانا و هو غير مذكور، إذ هو غير الضمير المضاف إليه النهار؛ و لأنه عائد على فلان بقطع النظر عن كونه صائما أو غير صائم فتأمل‌ (قوله: بدليل أنه) أى: السكاكى‌ (قوله: قد زر أزراره على القمر) أوله:

لا تعجبوا من بلى غلالته‌

 

 

 

البلى بكسر الباء و القصر مصدر بلى الثوب يبلى بلى أى: صار خلقا، و إذا فتحت باء المصدر مددت.


[1] شرح المرشدى على عقود الجمان ج 1 ص 51، و ينسبه إلى أبى الحسن بن طباطبا العلوى، و شطره الأول: لا تعجبوا من بلى غلالته.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست