نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 344
لأنه لم يجعله دليلا على عدم الصدق بل على عدم إرادة الصدق؛
فليتأمل (ورد) هذا الاستدلال (بأن المعنى) أى: معنىأَمْ بِهِ جِنَّةٌ (أم لم يفتر ...
اعلم أنه لا يصادف القول فى هذا الباب موقعا من السامع و لا يجد لديه
قبولا حتى يكون من أهل الذوق و المعرفة و من تحدثه نفسه بأن (لما) تومئ إليه من
الحسن أصلا، فيختلف الحال عليه عند تأمل الكلام فيجد أريحية تارة و يعرى منها
أخرى، و إذا عجبته تعجب و إذا نبهته لموضع المزية انتبه، فأما من كانت الحالات
عنده على سواء و كان لا يتفقد من أمر النظم إلا الصحة المطلقة، و إلا إعرابا
ظاهرا، فليكن عندك بمنزلة من عدم الطبع الذى يدرك به وزن الشعر، و يميز به مزاحفه
من سالمه، فى أنك لا تتصدى لتعريفه لعلمك أنه قد عدم الأداة التى بها يعرف.
و اعلم أن هؤلاء و إن كانوا هم الآفة العظمى فى هذا الباب، فإن من
الآفة أيضا من زعم أنه لا سبيل إلى معرفة العلة فى شىء مما تعرفه المزية فيه، و
لا يعلم إلا أن له موقعا من النفس و حظا من القبول، فهذا بتوانيه فى حكم القائل
الأول.
و اعلم أنه ليس إذا لم يمكن معرفة الكل وجب ترك النظر فى الكل؛ و لأن
تعرف العلة فى بعض الصور فتجعله شاهدا فى غيره أحرى من أن تسد باب المعرفة على
نفسك و تعودها الكسل و الهوينا.
قال الجاحظ: و كلام كثير جرى على ألسنة الناس و له مضرة.
(قوله: لأنه)أى: المصنف لم يجعله أى: لم يجعل قوله: لأنهم لم
يعتقدوه دليلا على عدم الصدق أى: كما فهم المعترض (قوله: فليتأمل)أمر بالتأمل للإشارة إلى أنه يمكن أن يقال: إن عدم الاعتقاد أى:
الجزم لا يستلزم عدم الإرادة؛ لأن الشاك المتردد ليس عنده اعتقاد و جزم و عنده
إرادة للأمر المشكوك فيه للتردد بينه و بين غيره، و حينئذ فلا يصح جعل عدم اعتقاد
الصدق دليلا لعدم الإرادة، و الجواب أن المراد بقوله؛ لأنهم لم يعتقدوه: نفى
اعتقادهم صدقة من حيث ذاته و إمكانه، و الشاك معتقد لإمكان الشىء و إن كان غير
معتقد له من حيث ذاته.
(قوله: ورد)حاصله على ما يشير إليه الشارح، منع أن المراد
بالثانى غير الكذب، و منع أنه قسيم للكذب، و بيانه أنا نختار أن المراد بالثانى
الكذب، و قوله أنه
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 344