responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 19

..........


مرسل تبعى؛ لأن التجوز فيهما تابع للتجوز فى أصلهما. و ذكر بعضهم أنه يصح أن يكون فى الكلام استعارة تمثيلية بأن يقال: شبه حال اللّه مع عباده فى إيصاله لهم بجلائل النعم و دقائقها، بحال ملك رق قلبه على رعيته فأوصلهم إنعامه، بجامع أن كلّا حالة عظيم مستول على ضعفى ممدّ لهم بإحسانه، و استعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه. و أورد عليه أن اللفظ المستعار فى التمثيلية لا بد أن يكون مركّبا كما فى" إنى أراك تقدم رجلا و تؤخر أخرى" و ما هنا مفرد، و أجيب: بأنه يجوز أن يقتصر على بعض المفردات، و يرمز به إلى المركب على أن المشترط فى اللفظ منها إنما هو مطلق تركيب، و هو حاصل ب" الرحمن الرحيم" و ليس بلازم أن يكون تركيب جملة.

و اعترض بأن المشبه به شأنه أن يكون أقوى من المشبه، و جعل حال الملك أقوى من حال اللّه لا يتم، و أجيب بأنه ليس المراد القوة بحسب الحقيقة و نفس الأمر فقط، بل القوة و لو بالاعتبار كما هنا، فحال الملك باعتبار مشاهدتها للقاصرين أقوى، و اعترض أيضا بأن استعارة اللفظ من شي‌ء لشي‌ء تقتضى استعمال اللفظ فى المستعار منه، و قد نصوا على أن" الرحمن الرحيم" مختصان باللّه و لم يستعملا فى غيره، و أجيب بأن الاستعمال فى المستعار منه ليس بلازم، بل يكفى الوضع للمستعار منه الذى هو المعنى الحقيقى، و لذا قال الشارح بجواز وجود مجازات لا حقائق لها.

و أما ما يتعلق بها من البديع: فاعلم أن فيها التورية، و هى أن يطلق لفظ له معنيان: قريب و بعيد، و يراد البعيد اعتمادا على قرينة خفية، فقد أطلقت الرحمة و أريد بها التفضل و الإحسان- الذى هو معنى بعيد لها؛ لأنه مجازى- اعتمادا على قرينة خفية، و هو استحالة المعنى القريب الذى هو الرقة.

و فيها أيضا القول بالموجب، و يقال له: المذهب الكلامى، و هو أن يساق المعنى بدليله، كما فى قوله‌ [1]:


[1] هو من البسيط و هو ترجمة لبيت فارسى، و الجوزاء برج فى السماء، و حولها نجوم تسمى نطاق الجوزاء. الإيضاح الفقرة 246. ص 324 تحقيق د/ عبد الحميد هنداوى.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست