و فاحما إلخ أزمان: اسم امرأة، و أبدت: أظهرت، و واضحا أى: سنا
واضحا، و الفلج: تباعد ما بين الأسنان، و الأغر: الأبيض، و العرب تتمدح ببياض
السن، و الهنود يتمدحون بسواده، و البريق: اللمعان، و الطرف: العين و الأبرج بين
البرج بالتحريك:
و هو عظم العين و حسنها من باطن. أى: و طرفا عظيما حسنا، و المقلة:
بياض العين مع سوادها، و قد تستعمل فى الحدقة، و قوله: و مقلة عطف على واضحا فى
البيت السابق (قوله: مدققا
مطولا)إشارة إلى
تفسير مزججا، و هذا التفسير موافق لما فى الصحاح، و الذى فى الأساس: أن الزجج
التدقيق مع الاستقواس، و ربما يؤيد ذلك قول حسان- رضى اللّه عنه- فى مدح الرسول
صلّى اللّه عليه و سلّم:
بعينين دعجاوين من تحت حاجب
أزجّ كمشق النّون من خطّ كاتب
فإن التشبيه بالنون الممشوقة إنما يحسن باعتبار الاستقواس، و أنت
خبير بأن هذا التأييد إنما يتم إذا جعل قوله: كمشق النون صفة كاشفة لا مقيدة لأزج
و لا صفة للحاجب (قوله: أى شعرا
أسود كالفحم)أى: ففاحما
للنسبة كلابن و تامر، و النسبة فيه تشبيهية من نسبة المشبه للمشبه به و هو وجه
بعيد، فيكون فيه غرابة.
و اعلم أن النسبة قسمان: تارة تكون تشبيهية، و تارة لا؛ فإذا قيل:
زيد سلطاني. أى: منسوب للسلطان من حيث إنه من جنده فهذه غير تشبيهية، و إن أردت
بقولك: زيد سلطانى أنه منسوب للسلطان بمعنى: أنه يشبهه كانت النسبة تشبيهية، و هو
وجه بعيد (قوله: أى أنفا)هو مجاز مرسل؛ لأن المرسن اسم لمحل الرسن، و هو
أنف البعير، فأطلق عن قيده و أريد به الأنف.
(قوله: أى كالسيف
السريجى أو كالسراج)التفسير الأول لابن دريد و الثانى لابن سيده و هذا بيان لحاصل
المعنى، و حاصل ما قيل فى بيان وجه الغرابة فى هذه الكلمة أعنى مسرج أنه اسم مفعول
مشتق، و كل مشتق لا بد له من أصل يرجع إليه باشتقاقه منه، ففتش فى كتب اللغة فلم
يوجد فيها تسريج، و إنما وجد من هذه المادة
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 161