نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 146
لتوقف معرفة البلاغة على معرفة الفصاحة لكونها مأخوذة فى تعريفها،
ثم قدم فصاحة المفرد على فصاحة الكلام و المتكلم لتوقفهما عليها (خلوصه) أى: خلوص
المفرد (من تنافر الحروف و الغرابة ...
(قوله:
لتوقف معرفة البلاغة) أى: إدراكها و تصورها من حيث المفهوم سواء كانت بلاغة متكلم
أو كلام. و قوله: على معرفة الفصاحة أى: على تصورها فى الجملة، و إنما قلنا فى
الجملة؛ لأن بلاغة الكلام لا تتوقف على فصاحة المتكلم، بل على فصاحة الكلام و
المفرد، و كذلك بلاغة المتكلم لا تتوقف على فصاحته من حيث المفهوم، بل على فصاحة
الكلام و المفرد إذ لم تؤخذ الملكة التى يقتدر بها على تأليف فصيح لا فى بلاغة
الكلام و لا فى بلاغة المتكلم. نعم تتوقف عليها بلاغة المتكلم بحسب التحقق، إذ لا
يقتدر على تأليف كلام بليغ إلا من يقدر على تأليف كلام فصيح. (قوله: لتوقفهما عليها) أما توقف
فصاحة الكلام على فصاحة المفرد فبلا واسطة، لكونها مأخوذة فى تعريفه، و أما توقف
فصاحة المتكلم على فصاحة المفرد، فبواسطة أخذ فصاحة الكلام المتوقف عليها فى فصاحة
المتكلم و المتوقف على المتوقف على الشيء متوقف على ذلك الشيء، كذا قال يس. و قد
يقال: المصنف لم يأخذ فصاحة الكلام فى تعريف فصاحة المتكلم، بل اللفظ الشامل
للمفرد كما نبه عليه الشارح فيكون توقف فصاحة المتكلم على فصاحة المفرد بلا واسطة
أيضا (قوله: خلوصه من تنافر الحروف) قيل: أوجه حصر مخلات
فصاحة المفرد فى الثلاثة أن المفرد له مادة، و هى حروفه و صورة و هى صيغته، و
دلالة على معناه، و حينئذ فعيبه إما فى مادته و هو التنافر، أو فى صورته و هى
مخالفة القياس الصرفي، و فى دلالته على معناه و هو الغرابة، و يمكن إجراء ذلك أيضا
فى الكلام، فعيبه فى مادته تنافر الكلمات، و فى صورته أى: التأليف العارض على
الكلمات ضعف التأليف، و فى دلالته على معناه التعقيد (قوله: خلوصه من تنافر
الحروف) المراد من الخلوص لازمه و هو عدم الاتصاف، و ليس المراد أنه كان
متصفا بها أولا، ثم خلص؛ ثم إن كلام المصنف من باب السلب الكلى و هو المسمى بعموم
السلب، لا من قبيل رفع الإيجاب الكلى و هو المسمى بسلب العموم، فالمعنى حينئذ عدم
اتصافه بكل واحد من
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 146