نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 140
..........
و إن ضرب غلامها هندا، و إن (تسكب عيناى الدموع لتجمدا)[51]
لأنه صدق عليه أنه خالص من الغرابة و تنافر الحروف و مخالفة القياس، و التزام
فصاحة ما ذكر لا يليق بحال عاقل، و إذا لم يكن فصيحا لزم أن يكون تعريف فصاحة
المفرد غير مانع، فيجب أن يزاد فيه الخلوص عن هذه الأمور ليكون مانعا.
الأمر الثاني:
أنه يلزمه صيرورة ما هو فصيح غير فصيح بضم كلمة فصيحة إليه، و بيانه أنه على تقدير
تسليم فصاحة ما ذكر من المركبات الثلاثة يلزمه خروجها عن الفصاحة بضم كلمة فصيحة
إلى كل واحد منها، كقولك فى المثال الأول: رحم، و فى المثال الثاني: أساء، و فى
المثال الثالث: بلغت المنى؛ لأنه قبل الضم من قبيل المفرد، و لم يشترط فى فصاحته
الخلوص مما ذكر، و بعد الضم من قبيل الكلام، و هو قد اشترط فى فصاحته الخلوص مما
ذكر، و الحال إنه لم يخلص، و لا شك أن صيرورة ما هو فصيح غير فصيح بضم كلمة فصيحة
إليه بعيد جدّا.
الأمر الثالث:
أنه يلزمه أن يخرج عن الفصاحة باعتبار مجرد الإسناد فيه من غير ضم لكلمة و لا
نقصها نحو: زيد الذى ضرب غلامه عمرا فى داره؛ فإن جعل الذى وصفا لزيد كان مركبا
ناقصا فيكون فصيحا لدخوله فى المفرد، و إن جعل الذى خبرا عن زيد كان كلاما، فيكون
غير فصيح لعدم خلوصه من ضعف التأليف، و هذا أشنع مما قبله. و اعترض ما اختاره
الخلخالى أيضا من التأويل فى الكلام، و إدخال المركب الناقص فيه بأنه يقتضى اتصاف
المركب الناقص بالبلاغة حقيقة. لقول المصنف بعد و البلاغة يوصف بها الأخيران فقط،
و هو باطل إذ لم يدونوا عوارضه التى يطابق بها مقتضى الحال:
كتدوينهم عوارض
المركب التام، و له أن يجيب عن هذا بأن فى الكلام شبه استخدام، حيث ذكر أولا
الكلام بمعنى المركب، و ذكره ثانيا بمعنى المركب التام، و فيه بعد و بأن المفرد
يتناول الأعلام المشتملة على تنافر الكلمات، و ضعف التأليف، و التعقيد نحو: أمدحه
أمدحه، وزان نوره الشجر، و تسكب عيناى الدموع لتجمد، إذا
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 140