الثّاني: الأفعال الّتي تدلّ على رجاء وقوع الخبر للاسم و هي:

عسى، [1] حرى، اخْلَوْلَقَ‌

كقوله تعالى: عَسى‌ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ. [2]

الثّالث: الأفعال الّتي تدلّ على شروع الخبر للاسم و هي:

شَرَعَ، أنْشَأَ، عَلِقَ، طَفِقَ، أَخَذَ، هَبَّ، بَدَأَ، جَعَلَ، قَامَ، انْبَرى‌

كقوله تعالى: وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ. [3]

3. الأصول في أفعال القرب‌

الأوّل: كلّ هذه الأفعال جامدة ملازمة لصيغة الماضي إلّا أربعة منها فلها مضارع أيضاً، و هي «أَوْشَكَ»، «كادَ»، «طَفِقَ» و «جَعَلَ»، [4] كقوله تعالى: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ. [5]

الثّاني: الغالب في هذه الأفعال أن يكون خبرها جملة فعليّة فعلها مضارع رافع لضمير يعود إلى اسمها كما تقدّم. [6]

الثّالث: خبر هذه الأفعال من حيث الاقتران ب «أن» المصدرية على ثلاثة أوجه:

1. واجب الاقتران، و هو «حَرَى» و «أخْلَوْلَقَ»، نحو: «اخلولقت السماء أن تمطر».

[1] . قد تكون «عسى» للإشفاق، كقوله تعالى: وَ عَسى‌ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ‌ (البقرة (2) : 216. راجع:

شرح الكافية، ج 2، ص 302؛ حاشية الصبّان، ج 1، ص 258؛ مغني الأديب، الباب الأوّل، بحث «عسى».

[2] . التحريم (66) : 8.

[3] . الأعراف (7) : 22.

[4] . فمضارعها «يوشك»، «يكاد» و «يطفق»، «يجعل» و لا يستعمل غيره إلّا اسم الفاعل من «يوشك» و هو «مُوشِك»، و لا يخفى أنّ الأوّلين أكثر استعمالًا من الأخيرين. (راجع: شرح الأُشموني، ج 1، ص 264)

[5] . البقرة (2) : 20.

[6] . و قد يكون الخبر جملة اسميّة أو فعليّة فعلها ماضٍ أو فعلها مضارع يرفع اسماً ظاهراً، كقوله تعالى: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ. (التوبة (9) : 117)