نام کتاب : البهجة المرضية على الفية ابن مالك نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 54
و اسما أتي و كنية و لقبا
و أخّرن ذا إن سواه صحبا
(و اسما أتى) العلم[1]و هو ما ليس كنية و لا لقبا (و كنية) و هي ما
صدّر بأب أو أمّ و قيل بابن أو ابنة[2]من «كنيت» أي سترت[3]كالكناية، و العرب يقصد
بها التّعظيم (و لقبا) و هو ما أشعر بمدح أو ذمّ قال الرّضيّ: و الفرق بينه و بين
الكنية معنى أنّ اللّقب يمدح الملقّب به أو يذمّ بمعنى ذلك اللّفظ[4]بخلاف الكنية فإنّه لا
يعظّم المكنّى بمعناها بل بعدم التّصريح بالإسم، فإنّ بعض النّفوس تأنف[5]أن تخاطب باسمها.
(و أخّرن ذا) أي
اللّقب (إن سواه صحبا) و المراد به الاسم[6]كما وجد في بعض النّسخ إن سواها و صرّح به في
التّسهيل، و علّله[7]في شرحه بأنّ
الغالب أنّ اللّقب منقول من اسم غير إنسان كبطّة و قفّة، فلو قدّم لتوهّم السّامع
أنّ المراد مسمّاه الأصليّ و ذلك[8]مأمون بتأخيره فلم يعدل عنه[9]و شذّ تقديمه في قوله:
[1]يعني: أنّ العلم ينقسم على ثلاثة أقسام: اسم، و كنية و
لقب، فالثلاثة كلها أعلام.
[2]كأبي الفضل و أمّ البنين و ابن عبّاس و بنت الشاطي.
[6]يعني: أنّ المراد بقوله سواه هو الاسم و إن كان ظاهره يشمل
الاسم و الكنية لأن كليهما سوي اللقب و لو قال سواها كما في بعض النسخ كان أوضح،
لأن ضمير المؤنث يرجع إلى الكنية فالمعني و أخر اللقب إن صحب سوي الكنية أي: صحب
الاسم.
[7]أي: المصنف في شرح التسهيل لزوم تأخير اللقب إذا ذكر مع
الاسم أنه إذا قدّم على الاسم لتوّهم السامع أن المراد معناه الأصلي، مثلا إذا
لقّب زيد ببطّة فقلت رأيت بطة زيد يتوّهم السامع إن مرادك أنك رأيت ذلك الطير
بخلاف قولك رأيت زيد بطة.