و لا رفعا لئلّا يتوهّم أنّه[2]بالابتداء فتعيّن النّصب[3]و لذا[4]قال:
عمل إنّ اجعل للا في النّكرة
مفردة جاءتك أو مكرّرة
(عمل انّ اجعل للا) حملا لها عليها[5]لأنّها لتوكيد النّفي و تلك لتوكيد الإثبات، و
لا تعمل هذا العمل[6]إلّا (في
النّكرة) متّصلة بها[7] (مفردة جاءتك أو
مكرّرة) كما سيأتي، فلا تعمل في معرفة و لا في نكرة منفصلة بالإجماع كما في
التّسهيل.
فانصب بها مضافا او مضارعة
و بعد ذاك الخبر اذكر رافعة
(فانصب بها مضافا)[8]إلى نكرة نحو «لاصاحب برّ ممقوت» (أو مضارعه) أي مشابهه و هو الّذي ما بعده من تمامه[9]نحو «لاقبيحا فعله محبوب» (و بعد ذاك) أي
[1]يعني أنها لم تعمل جرا لئلا يتوهم أن الجر بمن فإنها في
مظنة هذا الوهم لتقدير معني «من» فيها فأن
قولنا لا رجل في الدار معناه أنه ما من رجل في الدار و الشاهد لذلك ظهور «من» بعد لا في قول الشاعر.
[2]أي: الرفع بالابتداء فأن اسم «لا» في الأصل
مبتدا.
[3]يعني بعد ما بينّا من عدم صحة الجر و لا الرفع فلم يبق من
أنواع الإعراب إلا النصب و هذا دليل انحصار إعراب اسمها في النصب.
[4]أي: لما بينّا من الدليل على لزوم إعمالها عمل النصب.
[5]يعني أنا نجعل عمل إنّ للا حملا أي تشبيها للا على إنّ
لتوكيد النفي كونها لنفي جميع الأفراد و تلك أي إنّ لتوكيد الإثبات.