و الأولى، التّعبير بلا المحمولة على إنّ[2]كما قال المصنف في نكته على مقدّمة ابن الحاجب،
لأنّ لا المشبّهة بليس[3]قد تكون نافية للجنس و قد يفرّق[4]بين إرادة الجنس و غيره
بالقرائن، و إنّما أعملت لأنّها لمّا قصد بها نفي الجنس[5]على سبيل الاستغراق اختصّت بالاسم و لم تعمل
جرّا لئلّا يتوهّم أنّه بمن
[1]أي: نفي خبرها عن جنس اسمها لا عن فرد من الأفراد و لازم
ذلك أن يكون اسمها اسم جنس أي نكرة.
[3]حاصله أن تسمية «لا» هذه بالنافية
للجنس غير صحيح لأن نفي الجنس لا يختص بها بل لا المشبهة بليس أيضا قد تاتي لنفي
الجنس فالأوّلي تسميتها بلا المحمولة على أنّ.
[4]يعني حيث إن لا المشبهة بليس قد تاتي لنفي الفرد فالتميز
بين الموردين لا يمكن إلّا بقرينة إما لفظية نحو لا رجل في الدار و لا رجلين فيفهم
من رجلين أن المراد بلا رجل هو نفي رجل واحد لا جنس الرجل و نحو لا رجل أفضل منك
يفهم من كون المتكلم في مقام بيان مدح المخاطب أن مراده نفي الجنس ففي المثال
الأخير القرينة حالية كما أنّها في المثال الأول لفظية.
[5]أي: لمّا كان معناها نفي الجنس على سبيل الشمول لجميع
الأفراد اختصت بالاسم إذ الكلية و الجزئية من مختصات الاسم فشابهت الفعل الذي هو
الأصل في العمل لأنه أيضا لا يدخل إلّا على الاسم و قوله و إنما أعملت إلى قوله اختصت
بالاسم دليل لأصل إعمالها و من قوله و لم تعمل جرّا إلى قوله فتعين النصب دليل
لنوع إعراب اسمها.
نام کتاب : البهجة المرضية على الفية ابن مالك نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 131