يخبرنا أبو إسحاق الغزّىّ بأن أبا الطيب المتنبى هو الذى نشر فضائل
سيف الدولة بن حمدان و أذاعها بين الناس. و يقول: لو لا أبو الطيب ما ذاعت شهرة
هذا الأمير، و لا عرف الناس من شمائله كل الذى عرفوه، و هذا قول يحتمل أن يكون
الغزىّ صادقا فيه كما يحتمل أن يكون كاذبا؛ فهو صادق إن كان قوله مطابقا للواقع،
كاذب إن كان قوله غير مطابق للواقع.
و المتنبى فى المثال الثانى يخبر عن نفسه بأنه قانع راض بحاله التى
هو فيها، فليس من عادته أن يتطلع مستشرفا إلى ما هو آت، و ليس من دأبه أن يندم على
ما فات، و من المحتمل أن يكون كاذبا غير صادق.
كذلك يجوز أن يكون أبو العتاهية فى المثال الثالث صادقا فيما قال و
ادعى، و يجوز أن يكون غير صادق:
انظر بعد ذلك إلى المثال الرابع تجد قائله ينادى ولده و يأمره أن
يتعلم حسن الحديث، و ذلك كلام لا يصحّ أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب؛ لأنه
لا يعلمنا بحصول شىء أو عدم حصوله، و إنما هو ينادى و يأمر.
[1]هو عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف، أحد أكابر الصحابة فى العلم سمى بالحبر لسعة علمه، و مات بالطائف سنة 68
ه.
[2]يقول: لا تبال الزمان و صروفه ما دمت حيا؛ فإن
الشدة و الرخاء يتعاقبان فيه على الحى، فلا يأس مع الحياة.
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 138