responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 138

(5) و أوصى عبد اللّه بن عبّاس‌ [1] رجلا فقال:

لا تتكلّم بما لا يعنيك، ودع الكلام فى كثير ممّا يعنيك حتّى تجد له موضعا.

(6) و قال أبو الطيب:

لا تلق دهرك إلّا غير مكترث‌

 

ما دام يصحب فيه روحك البدن‌ [2]

 

البحث:

يخبرنا أبو إسحاق الغزّىّ بأن أبا الطيب المتنبى هو الذى نشر فضائل سيف الدولة بن حمدان و أذاعها بين الناس. و يقول: لو لا أبو الطيب ما ذاعت شهرة هذا الأمير، و لا عرف الناس من شمائله كل الذى عرفوه، و هذا قول يحتمل أن يكون الغزىّ صادقا فيه كما يحتمل أن يكون كاذبا؛ فهو صادق إن كان قوله مطابقا للواقع، كاذب إن كان قوله غير مطابق للواقع.

و المتنبى فى المثال الثانى يخبر عن نفسه بأنه قانع راض بحاله التى هو فيها، فليس من عادته أن يتطلع مستشرفا إلى ما هو آت، و ليس من دأبه أن يندم على ما فات، و من المحتمل أن يكون كاذبا غير صادق.

كذلك يجوز أن يكون أبو العتاهية فى المثال الثالث صادقا فيما قال و ادعى، و يجوز أن يكون غير صادق:

انظر بعد ذلك إلى المثال الرابع تجد قائله ينادى ولده و يأمره أن يتعلم حسن الحديث، و ذلك كلام لا يصحّ أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب؛ لأنه لا يعلمنا بحصول شى‌ء أو عدم حصوله، و إنما هو ينادى و يأمر.


[1] هو عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أحد أكابر الصحابة فى العلم سمى بالحبر لسعة علمه، و مات بالطائف سنة 68 ه.

[2] يقول: لا تبال الزمان و صروفه ما دمت حيا؛ فإن الشدة و الرخاء يتعاقبان فيه على الحى، فلا يأس مع الحياة.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست