نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 139
كذلك لا يصح أن يتّصف عبد اللّه بن عباس فى المثال الخامس، و المتنبى
فى المثال السادس بالصدق أو الكذب، لأن كلّا منهما لا يخبر عن حصول شىء أو عدم
حصوله، و لو أنك تتبعت جميع الكلام لوجدته لا يخرج عن هذين النوعين، و يسمّى النوع
الأول خبرا و النوع الثانى إنشاء.
انظر بعد ذلك إلى الجمل فى الأمثلة السابقة أو فى غيرها تجد كل جملة
مكونة من ركنين أساسيّين هما المحكوم عليه و المحكوم به، و يسمى الأول مسندا إليه
و الثانى مسندا أماما عداهما فهو «قيد» فى
الجملة و ليس ركنا أساسيا.
القواعد:
(28) الكلام قسمان: خبر و إنشاء:
(ا)
فالخبر ما يصحّ أن يقال لقائله إنّه صادق فيه أو كاذب، فإن كان الكلام مطابقا
للواقع كان قائله صادقا، و إن كان غير مطابق له كان قائله كاذبا
(ب) و الإنشاء ما لا يصحّ أن يقال لقائله إنّه صادق فيه أو كاذب.
(29) لكلّ
جملة من جمل الخبر و الإنشاء ركنان: محكوم عليه،
[1]الخبر إما جملة اسمية و إما جملة فعلية،
فالجملة الاسمية تفيد بأصل وضعها ثبوت شىء لشىء ليس غير، فإذا قلت: الهواء معتدل
لم يفهم من ذلك سوى ثبوت الاعتدال للهواء من غير نظر إلى حدوث أو استمرار، و قد
يكتنفها من القرائن ما يخرجها عن أصل وضعها فتفيد الدوام و الاستمرار كأن يكون
الكلام فى معرض المدح أو الذم، و من ذلك قوله تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ».
أما الجملة الفعلية فموضوعة لإفادة الحدوث فى زمن معين مع
الاختصار، فإذا قلت: «أمطرتالسماء» لم يستفد السامع من
ذلك إلا حدوث الإمطار فى الزمن الماضى، و قد تفيد الاستمرار التجددى بالقرائن كما
فى قول المتنبى:
تدبر شرق الأرض و الغرب كفه
و ليس لها يوما عن المجد شاغل
فإن المدح قرينة دالة على أن التدبير أمر مستمر متجدد آنا فآنا.
و الجملة الاسمية لا تفيد الثبوت بأصل وضعها و لا الاستمرار
بالقرائن، إلا إذا كان خبرها مفردا أو جملة اسمية، أما إذا كان خبرها جملة فعلية
فإنها تفيد التجدد.
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم جلد : 0 صفحه : 139