responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 134

أنه لعلو منزلته ينحدر المال من يديه، و أقام على ذلك برهانا فقال:

«و كيف تمسك ماء قنّة الجبل؟»

أو يقول:

جرى النهر حتى خلته منك أنعما

 

تساق بلا ضنّ و تعطى بلا منّ‌ [1]

 

فيقلب التشبيه زيادة فى المبالغة و افتنانا فى أساليب الإجادة، و يشبه ماء النهر بنعم الممدوح بعد أن كان المألوف أن تشبّه النعم بالنهر الفياض.

أو يقول:

كأنه حين يعطى المال مبتسما

 

صوب الغمامة تهمى و هى تأتلق‌ [2]

 

فيعمد إلى التشبيه المركب، و يعطيك صورة رائعة تمثّل لك حالة الممدوح و هو يجود، و ابتسامة السرور تعلو شفتيه.

أو يقول:

جادت يد الفتح و الأنواء باخلة

 

و ذاب نائله و الغيث قد جمدا

 

فيضاهى بين جود الممدوح و المطر. و يدّعى أن كرم ممدوحه لا ينقطع إذا انقطعت الأنواء أو جمد القطر.

أو يقول:

قد قلت للغيم الرّكام ولجّ فى‌

 

إبراقه و ألحّ فى إرعاده‌ [3]

لا تعرضنّ لجعفر متشبّها

 

بندى يديه فلست من أنداده‌

 

فيصرح لك فى جلاء و فى غير خشية بتفضيل جود صاحبه على جود الغيم، و لا يكتفى بهذا بل تراه ينهى السحاب فى صورة تهديد أن يحاول التشبّه بممدوحه لأنه ليس من أمثاله و نظرائه.

أو يقول:

و أقبل يمشى فى البساط فما درى‌

 

إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقى‌

 


[1] الضن: البخل، و المن: الامتنان بتعداد الصنائع.

[2] تهمى: تسيل، و تألق: تلمع.

[3] الغيم الركام: المتراكم، ولج و ألح: كلاهما بمعنى استمر.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست