نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 4 صفحه : 80
يظهر أنّ قوله: «ياربّ ... لا يؤمنون» متعلّق ب «قيله»، «ومن كلامه عليه السّلام».
و إذا كان «إنّهؤلاء ...» جواب القسم كان من إخبار اللّه تعالى عنهم و كلامه.
و الضمير في «قيله» للرّسول؛ و هو
المخاطب بقوله: فاصفح عنهم» أي أعرض عنهم و تاركهم و قل سلام[1].
مسألة الكلام في قوله صلّى اللّه عليه و سلّم «لايقتل مسلم بكافر»
لا خلاف في امتناع قتل المسلم بالحربيّ و اختلف في قتله بالذمّي و
احتجّ من منعه بحديث: «لايقتل مسلم بكافر»[2].
و تقديره: أنّ «كافر» نكرة في سياق
النّفي فيعمّ الحربيّ و غيره. و اختلف المانعون في الجواب.
فطائفة أجابوا عن ذلك مع قطع النّظر عن الزيادة الواردة في الحديث
فقالوا: إنّ قوله «بكافر» عامّ أيد به خاصّ. و اختلفوا في توجيه ذلك على
قولين:
أحدهما: أنّ المعنى: لا يقتل مسلم بكافر قتله في الجاهلية و ذلك أنّ
قوما من المسلمين كانوا يطالبون بدماء صدرت منهم في الجاهلية، فلما كان يوم الفتح
قال عليه السّلام: «كلّدم في الجاهلية فهو موضوع تحت قدميّ لا يقتل
مسلم بكافر»[3].
و الثاني: أن المراد بالكافر الحربيّ؛ فإنّ غيره قد اختصّ في الإسلام
باسم و هو الذمّي. و لنا أن نمنع الأول: بأنّ العبرة بعموم اللّفظ، لا بخصوص
السبب؛ و الثاني:
بأنّ الكافر لغة و عرفا من قام به الكفر حربيّا كان أو ذمّيّا، لأنّه
اسم فاعل من «كفر»، و الأصل عدم التخصيص. و يؤيّده أنّ الوعيد
الوارد في التنزيل للكافرين ليس مخصوصا بالذمّي بالاتّفاق.
و طائفة أجابوا عنه بعد ضمّ تلك الزيادة إليه و هي: «... و لا ذو عهد في عهده.»[4]، و لهؤلاء أربعة أجوبة:
1- أحدها: ما نقله
عنهم الأصوليّون؛ و تقديره أنّ هذه الزّيادة مفتقرة إلى ما
[1]انظر المسألة في مغني اللبيب (ص 604)، و مشكل إعراب القرآن
(2/ 285)، و إملاء العكبري (2/ 123).
[2]أخرجه النسائي في سننه (8/ 21)، و ابن ماجه (ص 887)، و
أحمد في مسنده (1/ 79).