فقال: سليم الثاني فاعل ليرثي بمعنى سالم، و سليم الأول بمعنى لديغ،
فإنّهم يقولون للّديغ سليم و للأعمى بصير على سبيل التفاؤل، و لا يحسن أن يكون
سليم الثاني تأكيدا للأول على وجه التأكيد اللّفظي، لأنّه أوّلا قد فهم منه قصد
التجانس، و ليس هذا عندهم معدودا في التجانس، و أيضا فإنه يلزم أن يكون ليرثي مضمر
عائد على الرّيم و ليس عليه المعنى، فظهر أن يكون الوجه على ما ذكرناه، و يكون
جواب لو محذوفا دلّ عليه ما قبله لأنّ ما قبله يدلّ على إنكار ذلك، و هو كونه لا
يريم و التعجب منه، ثم قال: لو كان يرثي لسليم سليم على أحد وجهين: إمّا على
الإنكار على نفسه في إنكار الأول، أي: لو كان يرثي للّديغ سالم لتوجّه الإنكار أو
التعجب، أمّا إذا كان جاريا على المعتاد فلا معنى للإنكار أو التعجب، و إمّا على
أن يكون الجواب ما دلّ عليه قوله: أن لا يريم، و كأنه قال: لو كان يرثي لسليم سليم
لرام، فإن قيل: فقد تقدّم ذكر الرّيم فليكن فاعل يرثي باللام لأنّه معهود سابق،
فالجواب: إنّ ذلك إنّما يكون إذا أعيد اللفظ الأول مثل قولهم: جاءني رجل، ثم يقول:
ما فعل الرجل، فإنما فعلوا ذلك لئلّا يؤدّي إلى إلباس بغيره فإن قيل: لا يلائم عجز
البيت صدره لأنّ الأوّل خاصّ و آخره عامّ، لأنّ لو من حروف الشرط، و المعلّق على
الشرط يعمم بدليل قولهم: لو أكرمتني أكرمتك، و هذا عام فالجواب: إنما يمتنع لو لم
يكن المذكور في صدر البيت داخلا في العموم، فأما إذا كان داخلا في العموم فلا
يمتنع، لأنّ المعنى: لو كان يرثي سليم ما لسليم، فيدخل الريم و غيره.
جواب سؤال سائل سأل عن حرف (لو) للشيخ تقي الدين بن تيمية
في قول عمر: نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه.
قال فيه: جواب سؤال سائل عن حرف (لو) لسيّدنا و شيخنا الإمام العالم