19]،لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَ لا أَنْتَ [طه: 58]. فهذه و نحوها يتعيّن فيها إضمار العامل، أي: و لا يأخذه
نوم، و ليذهب ربّك، و ليذهب أخوك، و ليسكن زوجك، و كذلك التقدير: و لا تخلفه، ثمّ
حذف الفعل وحده فبرز الضمير و انفصل. و لو لا ذلك لزم إعمال فعل الأمر و الفعل
المضارع ذي النون في الاسم الظاهر أو الضمير المنفصل، و إسناد الفعل المؤنّث إلى
الاسم المذكّر. و كذلك قوله تعالى:وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ الْإِيمانَ ... [الحشر: 9]، و قول الشاعر[1]: [الوافر]
أي: و ألفوا الإيمان، أو و أحبّوا الإيمان، و كحّلن العيون، و سقيتها
ماء، و حاملا رمحا. و من ذلك قولهم: «ماجاءني زيد و لا عمرو» أي: و لا جاءني عمرو، لأنّ حرف النّفي لا يدخل
على المفردات، لأنّ الذي ينفى إنما هو النّسبة. و كذلك القول في حرف الاستفهام إذا
قيل: «أجاءكزيد أو عمرو؟»- بتحريك الواو- تقديره: أو جاءك
عمرو.
فإن قلت: ما ذكرته في النّافي منتقض بقولهم: «جئتبلا زاد»، و ما ذكرته في الاستفهام منتقض بقوله تعالى:أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [الصافات: 16- 17]، قاله الزّمخشريّ. قلت: أمّا هذا
الإعراب فمردود و الصواب أنّ (آباؤنا) مبتدأ، و خبره محذوف مدلول عليه بقوله
تعالى:لَمَبْعُوثُونَكما أنّها في قراءة من سكّن الواو كذلك[4].