نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 70
عندي قول النحويين إنه مفعول مقدّم، و إن كان المعمول لا يتقدم على
العامل، و الفعل كالحرف، لأنه عامل في الاسم، و ذلك على معنى فيه، فلا ينبغي للاسم
أن يتقدّم على الفعل كما لا يتقدّم على الحرف، و لكن الفعل في قولك: (ضربت زيدا)
قد أخذ معموله و هو الفاعل فمعتمده عليه و من أجله صيغ.
و أما المفعول فلم يبالوا به، إذ ليس اعتماد الفعل عليه كاعتماده على
الفاعل، ألا ترى أنه يحذف و الفاعل لا يحذف فليس تقديمه على الفعل العامل فيه
بأبعد من حذفه- و أما زيدا ضربته فينتصب بالقصد إليه كما قال الشيخ- انتهى كلام
السهيلي.
قال ابن القيم في (بدائع الفوائد)[1]: و هذا الفصل من أعجب كلامه و لا أعرف أحدا من
النحويين سبقه إليه.
الرابعة:قال ابن يعيش في (شرح المفصّل)[2]: قد يكون الاسمان مشتقين من شيء و المعنى فيهما
واحد و بناؤهما مختلف فيختصّ أحد البناءين شيئا دون شيء للفرق، ألا ترى أنهم
قالوا: عدل، لما يعادل من المتاع، و عديل لما يعادل من الأناسي، و الأصل واحد و هو
(ع د ل)، و المعنى واحد، و لكنهم خصّوا كل بناء بمعنى لا يشاركه فيه الآخر للفرق،
و مثله: بناء حصين و امرأة حصان، و الأصل واحد و المعنى واحد و هو الحرز، فالبناء
يحرز من يكون فيه و يلجأ إليه، و المرأة تحرز فرجها، و كذلك النجوم اختصّت بهذه
الأبنية التي هي الدّبران و السّماك و العيّوق، فلا يطلق عليها الدّابر و العائق و
السّامك و إن كانت بمعناها للفرق.
الخامسة:قال ابن يعيش[3]: الفرق بين العدل و بين الاشتقاق الذي ليس بعدل
أن الاشتقاق يكون لمعنى آخر أخذ من الأول كضارب من الضرب فهذا ليس بعدل و لا من
الأسباب المانعة من الصرف، لأنه اشتقّ من الأصل لمعنى الفاعل و هو غير معنى الأصل
الذي هو الضرب، و العدل هو أن تريد لفظا ثم تعدل عنه إلى لفظ آخر فيكون المسموع
لفظا و المراد غيره، و لا يكون العدل في المعنى، إنما يكون في اللفظ، فلذلك كان
سببا في منع الصرف لأنه فرع عن المعدول عنه. انتهى.
و قال الرماني: العدل ضرب من الاشتقاق، إلا أنه مضمن بتقدير وضعه
موضع