فيه قولان: أحدهما أن (هالكا) بمعنى مهلك، أي: مهلك من تعرج فيه، و
الآخر: و مهمه هالك المتعرجين فيه كقوله: هذا رجل حسن الوجه، فوضع (من) موضع الألف
و اللام، و مثله: هبط الشيء و هبطته قال: [الرجز]
أي: مهبطا قوطه، و يجوز أن يكون أراد: هابطا بقوطه، فلما حذف حرف
الجر نصب الفعل ضرورة، و الأول أقوى.
فأما قوله تعالى:وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة: 74] فأجود القولين فيه أن يكون معناه: و
إنّ منها لما يهبط من نظر إليه لخشية اللّه، و ذلك أن الإنسان إذا فكر في عظم هذه
المخلوقات تضاءل و خشع و هبطت نفسه لعظم ما شاهد، فنسب الفعل إلى تلك الحجارة لما
كان الخشوع و السقوط مسببا عنها و حادثا لأجل النظر إليها كقوله تعالى:وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ
لكِنَّ اللَّهَ رَمى [الأنفال: 17] و
أنشدوا قول الآخر: [الخفيف]
و رجنت الدابة بالمكان إذا أقامت فيه، و رجنتها، و عاب الشيء و
عبته،
[237] - الرجز للعجاج في ديوانه (2/ 43)، و لسان العرب (هلك)، و
جمهرة اللغة (ص 983)، و ديوان الأدب (2/ 178)، و كتاب العين (3/ 38)، و تاج العروس
(هلك)، و بلا نسبة في تهذيب اللغة (6/ 15)، و المخصّص (6/ 127).
[238] - الرجز بلا نسبة في اللسان (جنح) و (قوط)، و الخصائص (2/
211)، و المنصف (1/ 27)، و نوادر أبي زيد (ص 173)، و تهذيب اللغة (2/ 165)، و تاج
العروس (جنح) و (علبط)، و (قوط)، و جمهرة اللغة (ص 363، 403).
[240] - الشاهد لخالد بن زهير في شرح أشعار الهذليين (ص 213)، و
جمهرة اللغة (ص 725)، و خزانة الأدب (5/ 84)، و الخصائص (2/ 212)، و لسان العرب
(سير)، و لخالد بن عتبة الهذليّ في لسان العرب (سنن)، و بلا نسبة في المغني (2/
524).
نام کتاب : الأشباه و النظائر في النحو نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 325