كالإنكار عقيب الإقرار فلا يكون مقبولا ، وهو مذهب الشيخ في الخلاف ،
واختاره ابن إدريس والمصنف والعلامة في القواعد ، وابنه في شرحه.
ومن أصالة
براءة الذمة مما أقر به ، والأصل عدم لزومه له ، فاذا استثنى بطل إقراره ، وهو مذهب
الشيخ في المبسوط ، واختاره العلامة في المختلف ، والمعتمد الأول.
قال
رحمهالله : والحروف التي يقسم بها : الباء ،
والواو ، والتاء ، وكذا لو خفض ونوى القسم من دون النطق بحرف القسم على تردد أشبهه
الانعقاد.
أقول
: منشؤه من
أصالة عدم انعقاد اليمين ، خرج ما اتفق عليه ـ وهو مع الإتيان بأحد حروف القسم ـ يبقى
الباقي على أصالة عدم الانعقاد ، وهو مذهب الشيخ في الخلاف ، وحكاه عن جميع
الفقهاء إلا أبا جعفر الأسترآبادي ، وتبعه ابن إدريس.
ومن أن أهل
اللغة جوزوا حذف حرف القسم ، ولو بطل القسم حينئذ لما جاز ذلك في اللغة ، وهو مذهب
الشيخ في المبسوط ، واختاره المصنف والعلامة ، وهو المعتمد.
قال
رحمهالله : ولو قال : هاء الله كان يمينا ، وفي
أيمن الله تردد ، من حيث هو جمع يمين ، ولعل الانعقاد أشبه ، لأنه موضوع للقسم
بالعرف ، وكذا ايم الله ، ومن الله ، وم الله.
أقول
: منشأ التردد
في أيمن الله ، من اختلاف النحاة في هذه اللفظة ، قال الكوفيون هي جمع يمين ،
واستدلوا بقول الشاعر :