أَقْضِهَا لَهُ أَحْسَنَ مَا يَقْضِيهَا مَنْ يَسْتَشْفِعُونَ بِأَعَزِّ الْخَلْقِ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ قَوْمٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ وَ هُمُ الْمُسْتَهْزِءُونَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَمَا لَكَ لَا تَقْتَرِحُ عَلَى اللَّهِ بِهِمْ أَنْ يَجْعَلَكَ أَغْنَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَوْتُ اللَّهَ- وَ سَأَلْتُهُ مَا هُوَ أَجَلُّ وَ أَنْفَعُ وَ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا سَأَلْتُهُ بِهِمْ ع- أَنْ يَهَبَ لِي لِسَاناً ذَاكِراً لِتَحْمِيدِهِ وَ ثَنَائِهِ وَ قَلْباً شَاكِراً لِآلَائِهِ وَ بَدَناً عَلَى الدَّوَاهِي الدَّاهِيَةِ صَابِراً وَ هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَجَابَنِي إِلَى مُلْتَمَسِي مِنْ ذَلِكَ- وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرَاتِهَا مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ مَرَّةٍ.
وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ مَرْفُوعاً إِلَى الصَّادِقِ ع قَالَ اسْتَأْذَنَتْ زَلِيخَا عَلَى يُوسُفَ فَقِيلَ لَهَا يَا زَلِيخَا إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نُقَدِّمَ بِكِ عَلَيْهِ- لِمَا كَانَ مِنْكِ إِلَيْهِ قَالَتْ إِنِّي لَا أَخَافُ مِمَّنْ يَخَافُ اللَّهَ فَلَمَّا دَخَلَتْ قَالَ لَهَا يَا زَلِيخَا مَا لِي أَرَاكِ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُكِ قَالَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْمُلُوكَ بِمَعْصِيَتِهِمْ عَبِيداً وَ جَعَلَ الْعَبِيدَ بِطَاعَتِهِمْ مُلُوكاً قَالَ لَهَا يَا زَلِيخَا مَا دَعَاكِ إِلَى مَا كَانَ مِنْكِ قَالَتْ حُسْنُ وَجْهِكَ يَا يُوسُفُ قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتِ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ ص يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْسَنَ مِنِّي وَجْهاً وَ أَحْسَنَ مِنِّي خُلُقاً وَ أَسْمَحَ مِنِّي كَفّاً قَالَتْ صَدَقْتَ قَالَ وَ كَيْفَ عَلِمْتِ أَنِّي