responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 189

الأفق إذا واجهها الإنسان كان مواجها للكعبة، كما هو تعريفه الاصطلاحي؛ لأنّ ذلك أمر ضيّق يتوقّف على مقدّمات دقيقة لا يكلّف بها كلّ أحد، و النصوص دالّة على ما هو أوسع من ذلك.

بل الظاهر من سياق كلامه أنّه يريد به جهة مخصوصة بحيث يظن كون الكعبة فيها، لا السمت بمعنييه.

و معنى كون الكعبة في تلك الجهة اشتمال الجهة عليها و إن كانت أوسع منها بكثير، و ضابطه أن لا يقطع بخروج الكعبة عنها.

و إنّما اعتبرنا ذلك؛ لأنّ السمت بالمعني اللغوي أو الاصطلاحي إذا وجب اعتباره و الصلاة إلى ما يظن كون الكعبة فيه، لم يجز التحوّل عنه و لا بمقدار ذبابة؛ لأنّ ذلك في البعد يؤدي إلى الخروج عن الخط الأوّل عند وصوله إلى قرب مكة بفراسخ. فإن كان الأوّل موجبا لظنّ كون الكعبة فيه- كما هو المفروض- لم يكن الآخر مطابقا للظنّ، و يؤيّد ذلك أنّ الجهة- التي هي فرض البعيد- أوسع مجالا من العين بكثير، و العلامات المنصوبة لها نصّا و استنباطا تقتضي سعته أيضا.

و لو عوّل على ظاهر التعريف نافى جميع ذلك.

و قد عرّفها الشارح المحقّق بأنّها ما تسامت الكعبة عن جانبيها، بحيث لو خرج خطّ مستقيم من موقف المستقبل تلقاء وجهه وقع على خطّ جهة الكعبة بالاستقامة، بحيث يحدث عن جنبيه زاويتان قائمتان. فلو وقع الخط الخارج من موقف المصليّ لا بالاستقامة، بحيث تكون إحدى الزاويتين حادّة و الأخرى منفرجة، لم يكن مستقبلا لجهة الكعبة. [1]

و قد سبقه إلى نحو هذا التعريف صاحب التنقيح [2].

و فيه: أنّ الخطّ الخارج عن جانبي الكعبة لم يبيّن قدره إلى أين ينتهي، فإن كان امتداده إلى منتهى الجهتين- كما صرّح به بعضهم- فظاهر فساده؛ لا ستلزامه كون‌


[1] شرح الألفيّة (ضمن رسائل المحقّق الكركي) 3: 241- 242.

[2] التنقيح الرائع 1: 178.

نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست