مسألة: قيل السبب في تسمية رمضان أنّه كان يوافق زمان الحرّ مشتقّ من
الرمضاء و هي الحجارة الحارّة؛
لأنّ الجاهليّة كانت تكبس في كلّ ثلاث سنين شهرا فيجعلون المحرّم
صفرا حتّى لا تختلف شهورها في الحرّ و البرد، و ذلك هو النسيء الذي حرّمه اللّه
تعالى[3]عليهم، فكان
رمضان يشتدّ فيه الحرّ و ربيع في زمان الربيع و جمادى في جمود الماء فلمّا حرّم
اللّه النسيء اختلفت الشهور في ذلك[4].
و روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه إنّما سمّي رمضان؛ لأنّه
يحرق الذنوب[5].
مسألة: و صوم شهر رمضان واجب بالنصّ و الإجماع،
قال اللّه تعالى:فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[6].
و روى الجمهور عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «بني
الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، و إقام
الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم شهر رمضان، و حجّ البيت»[7].
و جاء رجل إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لصوته دويّ لا يفقه ما
يقول، فدنا
[2]تفسير ابن عبّاس: 20، تفسير
الدّرّ المنثور 1: 197، و ينظر: سنن أبي داود 2:
295 الحديث 2313، سنن البيهقيّ 4: 201،
و فيهما: فاختان
رجل، مكان: عمر بن
الخطّاب.