نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 8 صفحه : 507
فسلّموا عليه فردّ عليهم السلام، فقالوا: يا رسول اللّه لنا إليك
حاجة، قال: «هاتوا حاجتكم» قالوا: إنّها حاجة عظيمة، قال: «هاتوا ما هي؟» قالوا:
تضمن لنا على ربّك الجنّة، قال: فنكس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله رأسه و نكت
في الأرض ثمَّ رفع رأسه، فقال: «أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا» قال:
فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان ناولنيه فرارا من
المسألة، فينزل فيأخذه، و يكون على المائدة و يكون بعض الجلساء أقرب منه إلى الماء
فلا يقول: ناولني حتّى يقوم فيشرب[1].
و قال عليه
السلام: «استغنوا عن الناس و لو بشوص[2] السواك»[3].
فصل: و يتأكّد كراهية
السؤال من غير حاجة
، لما فيه
من المذلّة بغير ضرورة.
و يؤيّده:
ما رواه ابن بابويه عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: «ضمنت على ربّي أن لا
يسأل أحد من غير حاجة إلّا اضطرّته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة»[4].
و قال
الصادق عليه السلام: «ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتّى يحوجه اللّه عزّ و
جلّ إليها و يثبت له بهار النار»[5].
فصل: و المنّ يبطل ثواب
الصدقة
، لما يشتمل
عليه من كسر قلب المؤمن، قال اللّه تعالى:
[1]
الفقيه 2: 41 الحديث 184، الوسائل 6: 307 الباب 32 من أبواب الصدقة الحديث 4.
[2] الشوص:
الغسل و التنظيف. يقال: هو يشوص فاه بالسواك. الصحاح 3: 1044. و المراد هنا: غسالة
السواك.
[3] الفقيه
2: 41 الحديث 185، الوسائل 6: 308 الباب 32 من أبواب الصدقة الحديث 7.
[4] الفقيه
2: 40 الحديث 178، الوسائل 6: 305 الباب 31 من أبواب الصدقة الحديث 2.
[5] الفقيه
2: 40 الحديث 180، الوسائل 6: 305 الباب 31 من أبواب الصدقة الحديث 1.
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 8 صفحه : 507