لنا: أنّ
جميع ما ذكرناه يدخل تحت سبيل اللّه لا على سبيل الاشتراك اللفظيّ البحت لا غير،
لأنّ الأصل عدمه فيبقى الاشتراك[3] في المعنى، و هو
الثواب، لأنّ السبيل هو الطريق، فإذا أضيف إلى اللّه تعالى أفاد ما يكون وصلة إلى
الثواب.
و يؤيّده:
ما ذكره عليّ بن إبراهيم في كتاب التفسير، و رواه عن العالم عليه السلام قال وَ
فِي سَبِيلِ اللّٰهِ قوم يخرجون في الجهاد و ليس عندهم ما
ينفقون، و قوم من المؤمنين و ليس عندهم ما يحجّون به، أو في جميع سبل الخير فعلى
الإمام أن يعطيهم من مال الصدقات حتّى يقووا على الحجّ و الجهاد»[4].
احتجّ الشيخ
بأنّ إطلاق السبيل ينصرف إلى الجهاد فيحمل عليه قضيّة لدلالة الحقيقة.
احتجّ أحمد[5] بما روي
أنّ رجلا جعل بعيره في سبيل اللّه فأمره النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أن يحمل
عليه الحاجّ[6].
و الجواب عن
الأوّل: بمنع الانصراف إلى الجهاد على أنّه كلّ المراد.
و عن الثاني:
بأنّه أمره بذلك لدخوله تحت المصالح و سبل الخير، لا لخصوص كونه معونة الحاجّ[7].
مسألة: و الغزاة قسمان:
أحدهما:
المطوّعة الذين ليسوا بمرابطين و لا اسم لهم في الديوان، و ليسوا من جنده