لأنّا نقول:
هذان الخبران لم يعمل بهما أحد من علمائنا، فكانا مدفوعين. و أيضا: فهما معارضان
للأحاديث المتقدّمة. و أيضا: فإنّ[2] الحديث الأوّل رواه
محمّد بن خالد تارة عن الصّادق عليه السّلام، و تارة عن البختريّ، و ذلك[3] يوجب تطرّق
التهمة فيه. و أيضا فإنّ محمّد بن خالد ضعيف في الحديث، و أبا[4] البختريّ
ضعيف أيضا.
و الحديث
الثاني يرويه بنان بن محمّد[5]، عن المحسن بن
أحمد، عن يونس بن يعقوب، و هؤلاء لا أعرفهم.
احتجّ أبو
حنيفة[6] بما رواه قبيصة[7] قال: خسفت الشمس
على عهد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله فصلّى ركعتين فأطال
فيهما، فلمّا انجلت الشمس و انصرف قال: «إنّما هذه الآيات يخوّف اللّٰه بها
عباده و إذا رأيتموها فصلّوا كأحدث صلاة صلّيتموها من المكتوبة»[8].
[1]
التهذيب 3: 292 الحديث 880، الاستبصار 1: 453 الحديث 1754، الوسائل 5: 150 الباب 7
من أبواب صلاة الكسوف و الآيات الحديث 5.
[5] بنان
بن محمّد بن عيسى، قال النجاشيّ و الكشّيّ: بنان لقب عبد اللّٰه بن محمّد بن
عيسى أخي أحمد بن محمّد بن عيسى، و جعله الكاظميّ في المشتركات مجهولا.
رجال
النجاشيّ: 328، رجال الكشّيّ: 512، هداية المحدّثين: 26، تنقيح المقال 1: 184.
[6]
المبسوط للسرخسيّ 2: 74، بدائع الصنائع 1: 281، المغني 2: 276، الشرح الكبير بهامش
المغني 2: 276، المجموع 5: 62، شرح فتح القدير 2: 54.
[7] قبيصة
بن المخارق بن عبد اللّٰه بن شدّاد الهلاليّ يكنّى أبا بشر، وفد على النبيّ
صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم و روى عنه، روى عنه ابنه قطن و هلال بن عامر
البصريّ و أبو قلابة الجرميّ.
أسد الغابة
4: 192، الإصابة 3: 222، الاستيعاب بهامش الإصابة 3: 254، تهذيب التهذيب 8: 350.
[8] سنن
أبي داود 1: 308 الحديث 1185، سنن البيهقيّ 3: 434.
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 6 صفحه : 84