و عن الرابع: أنّ عمل بعض الصحابة ليس حجّة، و قوله: فلا يعيب أحد على أحد، معارض بما رويناه من الأحاديث الدالّة على الإنكار، كحديث ابن مسعود، و ابن عمر، و ابن عبّاس [1].

مسألة: يستحبّ الإتمام في أربعة مواطن للمسافر:

مكّة، و المدينة، و جامع الكوفة، و الحائر على ساكنه السلام. ذهب إليه الشيخان [2]، و السيّد المرتضى [3]، و أتباعهم [4].

و قال ابن بابويه: يقصّر ما لم ينو المقام عشرة أيّام، و الأفضل أن ينوي ذلك ليتمّ [5].

و لم يخصّ أحد من الجمهور موضعا باستحباب الإتمام دون موضع.

و احتجّ الأوّلون بما رواه عبد الحميد [6] خادم إسماعيل بن جعفر عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال: «تتمّ الصلاة في أربعة مواطن: في المسجد الحرام، و مسجد الرسول صلّى اللّٰه عليه و آله، و مسجد الكوفة، و حرم الحسين عليه السلام» [7].

و روى حمّاد بن عيسى عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال: «من مخزون علم اللّٰه الإتمام في أربعة مواطن: حرم اللّٰه، و حرم رسوله صلّى اللّٰه عليه و آله، و حرم أمير المؤمنين‌

[2] ينظر قول المفيد في المعتبر 2: 476، و قول الطوسيّ في الخلاف 1: 224 مسألة- 12 و المبسوط 1: 141 و النهاية: 124.

[3] جمل العلم و العمل: 77.

[4] منهم: القاضي في المهذّب 1: 110، و ابن حمزة في الوسيلة (الجوامع الفقهيّة): 676، و ابن إدريس في السرائر:

76.

[5] الفقيه 1: 283 ذيل الحديث 1284، الخصال: 252 ذيل الحديث 123، و بهذا اللفظ نقله عنه في المعتبر 2:

476.

[6] عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر، قال المامقانيّ: لم أقف فيه إلّا على رواية الكلينيّ في باب زيارة الرضا عليه السلام من الكافي 4: 587 عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام.

تنقيح المقال 2: 135.

[7] الكافي 4: 587 الحديث 5، التهذيب 5: 431 الحديث 1497، الاستبصار 2: 335 الحديث 1194، الوسائل 5: 546 الباب 25 من أبواب صلاة المسافر الحديث 14.