نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 5 صفحه : 66
لنا: أنّه بغير العربيّة ليس بقرآن؛ لقوله تعالى (بِلِسٰانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)[1]. أخبر أنّه أنزل القرآن بالعربيّ، فما ليس بعربيّ لم يكن
قرآنا. و كذا قوله تعالى (إِنّٰا
أَنْزَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)[2]. و لأنّ القرآن ما ثبت نقله بالتّواتر، و التّرجمة و المرادف ليس
كذلك، و لأنّه معجز بالإجماع إمّا بفصاحته أو نظمه أو بهما أو بالصرفة[3]، فلو كان معناه قرآنا لما تحقّق
الإعجاز، و لما حصل التّحدّي به، و لكانت التّفاسير قرآنا، و يلزم أنّ من أتى
بمعنى شعر امرؤ القيس[4]
نظما أن يكون هو بعينه شعر امرؤ القيس، و ذلك جهالة.
و أيضا:
قوله تعالى (وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمٰا
يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسٰانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ
هٰذٰا لِسٰانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)[5]. فالنّبيّ
صلّى اللّه عليه و آله أتاهم بالقرآن بلغة العرب فادّعوا أنّ رجلا من العجم
يعلّمه، فأكذبهم اللّه تعالى و قال: هذا الّذي يضيفون إليه التّعليم أعجميّ، و
الّذي أتاكم به لسان عربيّ. فلو استويا في كونهما قرآنا لم ينكر عليهم ما ادّعوه،
و إذا لم يكن قرآنا لم يكن مجزئا، لقوله عليه السّلام: «لا صلاة إلّا بقرآن»[6]. و قوله
عليه السّلام: «لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب»[7].
[3] و هي
إحدى وجوه إعجاز القرآن المشهورة بالصرفة الّتي أقامها السيّد المرتضى، قال في
الذخيرة: «إنّ اللّه تعالى صرف العرب عن معارضته، و سلبهم العلم الذي به يتمكّنون
من مماثلة في نظمه و فصاحته و لو لا هذا الصرف لعارضوا». الذخيرة في علم الكلام:
378.
[4] امرؤ
القيس بن حجر بن الحارث الكنديّ من بني آكل المرار أشهر شعراء العرب على الإطلاق،
يمانيّ الأصل مولده بنجد، اشتهر بلقبه، و اختلف المؤرّخون في اسمه، فقيل: حُندج، و
قيل: مليكة، و قيل: عديّ، و كان أبوه ملك أسد و غطفان. الأعلام للزركلي 2: 11.
[7] ورد
الحديث بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» في صحيح البخاريّ 1: 192، صحيح
مسلم 1: 295 الحديث 394، سنن ابن ماجه 1: 273 الحديث 837، سنن التّرمذيّ 2: 25
الحديث 247، سنن النّسائيّ 2: 137.
و في كنز
العمّال 7: 443 الحديث 19695 و ج 8: 113 الحديث 22147: «لا صلاة إلّا بقراءة فاتحة
الكتاب».
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 5 صفحه : 66