نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 15 صفحه : 461
من دنياهم مالا كثيرا و أغمضت[1] في مطالبه، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «لو لا
أنّ بني أميّة وجدوا من يكتب لهم و يجبي لهم الفيء و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم،
لما سلبونا حقّنا، و لو تركهم الناس و ما في أيديهم، لما وجدوا شيئا إلّا ما وقع
في أيديهم» قال: فقال الفتى: جعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال: فقال: «إن قلت لك
تفعل؟» قال: أفعل، قال: «فاخرج من جميع ما كسبت من ديوانهم، فمن عرفت منهم، رددت
عليه ماله، و من لم تعرف، تصدّقت به و أنا أضمن لك على اللّه عزّ و جلّ الجنّة».
قال: فأطرق[2]
الفتى طويلا و قال له: قد فعلت جعلت فداك، قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى
الكوفة، فما ترك شيئا على وجه الأرض إلّا خرج منه حتّى ثيابه التي على بدنه، قال:
فقسمت له قسمة و اشتريت له ثيابا و بعثنا إليه نفقته، قال: فما أتى عليه إلّا أشهر
قلائل حتّى مرض فكنّا نعوده، قال: فدخلت يوما و هو في السّوق[3]، قال: ففتح عينيه، ثمّ قال لي: يا عليّ وفى لي- و
اللّه- صاحبك، قال: ثمّ مات، فتولّينا أمره فخرجت حتّى دخلت على أبي عبد اللّه
عليه السلام، فلمّا نظر إليّ قال: «يا عليّ وفينا و اللّه لصاحبك» قال: فقلت: صدقت
جعلت فداك، هكذا و اللّه قال لي عند موته
و إن كان
المجيز لها ظالما، و ينبغي له أن يخرج الخمس من جوائز الظالم ليطهر بذلك ماله؛
لأنّ الخمس يطهّر المختلط
[1]
الإغماض: المسامحة و المساهلة. لسان العرب 7: 199. و قال الطريحيّ في هذا الحديث:
أي تساهلت في تحصيله و لم أجتنب فيه الحرام و الشبهات. مجمع البحرين 4: 219.
[2] أطرق
ساعة: أي سكت. النهاية لابن الأثير 3: 122.
[3]
السّوق: النزع، كأنّ روحه تساق لتخرج من بدنه، و يقال له: السّياق، و السّياق: نزع
الروح، يقال:
رأيت فلانا
يسوق، أي: ينزع عند الموت. الصحاح 4: 1500، لسان العرب 10: 167.
[4]
التهذيب 6: 331 الحديث 920، الوسائل 12: 144 الباب 47 من أبواب ما يكتسب به الحديث
1.
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 15 صفحه : 461