أن يختار
لرسالته رجلا مسلما أمينا عدلا، و لا يختار خائنا و لا ذمّيّا و لا حربيّا
مستأمنا؛ لأنّه ركون إليه، و قد قال اللّه تعالى: وَ لٰا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا[2].
و لأنّه
متّهم في حقّ المسلمين، و لهذا أنكر عمر بن الخطّاب على أبي موسى الأشعريّ لمّا
أمره أن يأمر كاتبه أن يدخل المسجد ليقرأ كتابه، فقال: إنّ كاتبي لا يدخل[3] المسجد،
فقال: أجنب هو؟ فقال: لا، و لكنّه نصرانيّ، فقال: سبحان اللّه، اتّخذت بطانة من
دون المؤمنين؟! أ ما سمعت قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لٰا تَتَّخِذُوا بِطٰانَةً مِنْ دُونِكُمْ لٰا يَأْلُونَكُمْ
خَبٰالًا[4][5] أي: لا يقصّرون في فساد أموركم، و لا نعرف في ذلك خلافا.
و ينبغي أن
يكون بصيرا بالأمور عارفا بمواقع أداء الرسالة؛ لأنّه ربّما يرى مصلحة لم ينبّهه
الأمير عليها فيفعل بحسبها.
مسألة: إذا أرسل الأمير
رسولا مسلما فذهب الرسول إلى أمير المشركين