نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 13 صفحه : 256
بالدعة[1]
حتّى إذا انتهى إلى المزدلفة و هي المشعر الحرام فصلّى المغرب و العشاء الآخرة
بأذان واحد و إقامتين، ثمّ أقام حتّى صلّى فيها الفجر، [و عجّل][2] ضعفاء بني هاشم بالليل و أمرهم أن لا
يرموا الجمرة جمرة العقبة حتّى تطلع الشمس، فلمّا أضاء له النهار، أفاض[3] حتّى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة،
و كان الهدي الذي جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أربعا و ستّين، أو ستّا
و ستّين، و جاء عليّ عليه السلام بأربع و ثلاثين، أو ستّ و ثلاثين، فنحر رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله ستّا و ستّين[4]، و نحر عليّ عليه السلام أربعا و ثلاثين بدنة، و أمر رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله أن يؤخذ من كلّ بدنة منها جزء[5] من لحم، ثمّ يطرح في برمة ثمّ يطبخ، فأكل رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و عليّ عليه السلام منها و حسيا من مرقها، و لم يعط
الجزّارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدها، و تصدّق به، و حلق و زار البيت و رجع
إلى منى فأقام بها حتّى كان اليوم الثالث من [آخر][6] أيّام التشريق، ثمّ رمى الجمار و نفر حتّى انتهى إلى
الأبطح، فقالت له عائشة: يا رسول اللّه، ترجع نساؤك بحجّة و عمرة معا و أرجع
بحجّة، فأقام بالأبطح و بعث [معها][7] عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم، فأهلّت بعمرة، ثمّ جاءت فطافت
بالبيت و صلّت ركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام و سعت بين الصفا و المروة، ثمّ
أتت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فارتحل من يومه، و لم يدخل المسجد، و لم يطف
بالبيت، و دخل من أعلى مكّة من
[1]
عليك بالمودوع، أي: بالسكينة و الوقار. لسان العرب 8: 382.