نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 10 صفحه : 122
من ساق الهدي أهلّ بحجّ، و من لم يسق الهدي أهلّ بعمرة[1]. و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله ساق الهدي، و أبو طلحة، و لم يسق غيرهما، فأمرهم بأن يحلّوا و يجعلوها عمرة[2].
و قال: «لو
استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي و لجعلتها عمرة»[3]. و هذا أمر
لمن كان معه ممّن دخل مكّة، و الأمر على الوجوب.
و من طريق
الخاصّة: ما رواه الشيخ- في الصحيح- عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه جعفر بن
محمّد، عن آبائه عليهم السّلام، قال: «لمّا فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
من سعيه، أتاه جبرئيل عليه السّلام عند فراغه من السعي و هو على المروة، فقال: إنّ
اللّه يأمرك أن تأمر الناس أن يحلّوا إلّا من ساق الهدي، فأقبل رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله على الناس بوجهه، فقال: أيّها[4] الناس هذا
جبرئيل عليه السّلام- و أشار بيده إلى خلفه- يأمرني عن اللّه أن آمر الناس أن
يحلّوا إلّا من ساق الهدي، فأمرهم بما أمر اللّه به، فقام إليه رجل فقال: يا رسول
اللّه نخرج إلى منى و رءوسنا تقطر من النساء؟ و قال آخرون: يأمرنا بشيء و يصنع هو
غيره، فقال: أيّها الناس لو استقبلت من أمري ما استدبرت صنعت كما صنع الناس، و
لكنّي سقت الهدي فلا يحلّ من ساق الهدي حتّى يبلغ الهدي محلّه، فقصّر الناس و
أحلّوا و جعلوها عمرة، فقام إليه سراقة بن مالك بن الجعشم المدلجيّ[5] و قال: يا
[1]
بهذا اللفظ، روي عن طاوس، ينظر: سنن البيهقيّ 4: 339 و ج 5: 6، الأمّ 2: 127، و
بهذا المضمون عن جابر، ينظر: صحيح البخاريّ 2: 176، صحيح مسلم 2: 882 الحديث 1213.
[3] صحيح
البخاريّ 2: 196، صحيح مسلم 2: 888 الحديث 1218، سنن ابن ماجة 2: 1023 الحديث
3074، سنن النسائيّ 5: 143، سنن الدارميّ 2: 46، مسند أحمد 3: 320، سنن البيهقيّ
5: 7، المعجم الكبير للطبرانيّ 7: 123 الحديث 6570. في جميع المصادر: «لم أسق
الهدي».
[5] سراقة
بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو المدلجيّ يكنّى أبا سفيان، من مشاهير الصحابة،
روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و روى عنه جابر بن عبد اللّه و ابن عبّاس و
عبد اللّه بن عمرو بن العاص و سعيد بن المسيّب و طاوس و عطاء. مات سنة 24 ه. أسد
الغابة 2: 264، الإصابة 2: 19، تهذيب التهذيب 3: 456، العبر 1: 20.
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 10 صفحه : 122