responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 3

الجزء الأول

[مقدمة المؤلف]

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد للّه المتفضّل فلا يبلغ مدحته الحامدون، المنعم فلا يحصي نعمته [1] العادّون، الكريم فلا يحصر مدى كرمه الحاصرون، الكامل في ذاته و صفاته فلا يقدر على إدراكه المجتهدون، القديم فلا أزليّ سواه، الباقي فكلّ شي‌ء فان عداه، القادر فكلّ موجود منسوب إلى قدرته، العالم فكلّ مخلوق مندرج تحت عنايته، نحمده على إفضال أسداه إلينا، و نشكره على نوال تكرّم به علينا، و نستزيده من نعمه الجسام، و نسترفده من عطاياه العظام.

و الصّلاة على أشرف النّفوس الزّكيّة، و أعظم الذّوات القدسيّة، خصوصا على سيّد البريّة، محمّد المصطفى و عترته المرضيّة، صلاة باقية إلى يوم الدّين، مستمرّة على مرّ الدّهور و السّنين، و سلّم عليهم أجمعين.

أمّا بعد: فإنّ اللّه تعالى لمّا أوجد الأشياء بعد العدم بمقتضى إرادته، و ميّز بينها بحسب عنايته، جعلها متفاوتة في النّقصان و الكمال، و متباينة بالثّبات و الزّوال، و اقتضت الحكمة الإلهيّة و العناية الأزليّة تشريف الإنسان على غيره من الموجودات السّفليّة، و تفضيله على جميع المركّبات العنصريّة بما أودع فيه من العقل الدّرّاك الفارق بين متشابهات الأمور، و الباقي إدراكه على تعاقب الدّهور.

ثمَّ لمّا كان مقتضى الحكمة الأزليّة تتميم هذا التّكميل، و تحصيل هذا التّشريف على أبلغ تحصيل، و كان ذلك إنّما يتمّ بمعرفته، و يحصل بالعلم بكمال حقيقته، لا جرم، أمر‌


[1] في «ق»: نعمه.

نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست