نام کتاب : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 7 صفحه : 150
و قال ابن الجنيد: كلّ ما يصحّ الملك له و التموّل من قليل و كثير، و
ينتفع به في دين أو دنيا من عين و عروض، أو يكون له عوض من اجرة دار أو عمل، إذا
وقع التراضي بين الزوجين، فالفرج به يحلّ وطؤه بعد العقد عليه. و لم يستثن شيئا، و
كذا المفيد و سلّار[1].
و قال ابن
حمزة: كلّ ما يصح تملّكه في الشريعة ممّا له قيمة، و ما يصحّ أن يكون ثمنا لمبيع،
أو اجرة لمستكري أو منفعة لحرّ، من تعليم القرآن و الأدب، و تعليم الصنائع
المباحة- سوى الإجارة- يصحّ أن تكون مهرا[2].
و قال ابن
إدريس: يجوز أن يكون منافع الحرّ مهرا، مثل تعليم القرآن أو شعر مباح، أو بناء، أو
خياطة ثوب، و غير ذلك مما له اجرة، لأنّ كلّ ذلك له أجر معيّن و قيمة مقدّرة.
و استثنى
بعض أصحابنا من جملة ذلك الإجارة إذا كانت معيّنة يعملها الزوج بنفسه، قال: لأنّ
ذلك كان مخصوصا بموسى عليه السلام.
قال: و
الوجه في ذلك: أنّ الإجارة إذا كانت معيّنة لا تكون مضمونة، بل إذا مات المستأجر
لا يؤخذ من تركته، و يستأجر لتمام العمل، و إذا كانت في الذمّة تؤخذ من تركته و
يستأجر لتمام العمل.
قال: و الذي
أعتمده و أعمل عليه و افتي به أنّ منافع الحر تنعقد بها عقود النكاح، و تصحّ
الإجارة و الأجرة على ذلك، سواء كانت الإجارة في الذمّة أو معيّنة، لعموم الأخبار.
و ما ذكره
بعض أصحابنا من استثنائه الإجارة و أنّها مخصوصة بموسى عليه السلام، فكلام في غير
موضعه، و اعتماد على خبر شاذّ نادر، فإذا تؤمّل حقّ التأمّل بان و وضح أنّ شعيبا
عليه السلام استأجر موسى ليرعى له لا ليرعى لبنته، و ذلك كان في شرعه و ملّته أنّ
المهر للأب دون البنت، و إذا كان كذلك فإنّه لا يجوز في شرعنا ما جاز في شرع شعيب
عليه السلام.