و قال ابن
البراج: من سافر إلى مكة حاجّا و بينه و بينها مسافة يقصّر فيها الصلاة و نوى بها
المقام عشرة أيام كان عليه التقصير في الطريق و الإتمام إذا وصل إليها، فإن خرج
منها الى عرفات ليقضي مناسكه بها و لا ينوي المقام بمكة عشرة أيام إذا رجع إليها
كان عليه التقصير؛ لأنّه قد نقض مقامه بسفر بينه و بين بلده يقصّر في مثله، و ان
نوى إذا قضى مناسكه بعرفات المقام بمكة عشرا إذا عاد إليها كان عليه التمام إذا
عاد إليها، فإن كان يريد إذا قضى مناسكه المقام عشرة أيام بمكة أو بمنى و عرفة و
مكة حتى يخرج من مكة مسافرا فعليه الإتمام بمكة و التقصير في منى و عرفات، إلا أن
ينوي المقام بها عشرا فعليه حينئذ التمام، و قد ذكر انّ عليه التقصير، و الأحوط ما
ذكرناه أوّلا[2].
و التحقيق
أن نقول: إذا نوى المقام بمكة عشرة أيام أتمّ، فإن خرج الى عرفة لقضاء النسك فامّا
أن يقصّر المقام بعد ذلك بمكة عشرة أيام أو لا، فإن بقي قصده أتمّ بمكة و منى و
عرفة حتى يخرج من مكة مسافرا فيقصّر، و ان قصد السفر عند خروجه من مكة الى عرفة
بعد عوده من عرفة الى مكة و غيّر نيته عن المقام قصّر عند خروجه من مكة الى عرفة.