نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 2 صفحه : 75
دفعها النبي ص إلى الأول ليبلغها ثم أخذها و دفعها إلى علي فبلغها
فمن لم يؤد عنه في حياته عشر آيات كيف يؤدي عنه بعد موته الشريعة كلها و قد عزله
رسول الله عن أدائها و عن الراية يوم خيبر و عن سكنى المسجد و عن الجيش الذي نزل
فيه سورة و العاديات و عن الصلاة يوم تقدم بأمر بلال عن عائشة فصار منسوخا فقد ثبت
لعلي ع في هذا المقام ست خصال و ثبت عليه ست خصال- فعلي هو الناسخ و هو المنسوخ و
علي العازل و هو المعزول و علي المثبت للحق و هو النافي له و علي المؤدي عن النبي
حكما و خبرا و هو الذي لا يصح أن يؤدى عنه و علي المنزه عن موقف الجهل بالموسم و
الوقوف بالمزدلفة و من حج في ذي الحجة و ختم به حج الجاهلية و هو غير ذلك و علي من
النبي و هو ليس منه فمن نفاه الله عن محمد ص في وحيه أنه لا يؤدي إلا أنت أو رجل
منك لا يصلح للإمامة.
9/ 40
قوله
سبحانه- إِلّٰا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّٰهُ إِذْ أَخْرَجَهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا ثٰانِيَ اثْنَيْنِ الآية فهو إخبار عن
العدد و ما في ذلك من فضل لأننا نعلم ضرورة أن نبيا و ذميا أو مؤمنا و مؤمنا أو
مؤمنا و كافرا اثنان على أن القائل إذا قال فلان ثاني فلان مطلقا يفيد تقارب
المنزلة و في الآية أنه ثانية في المكان فلا يفيد إلا العدد و أما قوله إِذْ
هُمٰا فِي الْغٰارِ فاجتماعهما في المكان كالأول لأن المكان
يجمع المؤمن و الكافر و مكة و المدينة أشرف البقاع و قد جمعا المؤمنين و المنافقين
و الكافرين و أما قوله إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ فاسم
الصحبة يجمع المؤمن و الكافر دليله قٰالَ لَهُ صٰاحِبُهُ وَ
هُوَ يُحٰاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ
مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّٰاكَ رَجُلًا لٰكِنَّا هُوَ اللّٰهُ
رَبِّي وَ لٰا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً و قال للكفار وَ
مٰا صٰاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ أضاف النبي إليهم بالصحبة و المضاف
إليه أقوى حالا من المضاف و قال حاكيا عن يوسف- يٰا
صٰاحِبَيِ السِّجْنِ أَمّٰا أَحَدُكُمٰا فَيَسْقِي رَبَّهُ
خَمْراً و معلوم أنهما كانا كافرين ثم إن اسم الصحبة يكون على الحيوان و
الجماد و يقع بين الإنسان و الوحش و قوله لٰا تَحْزَنْ فهو نهي و
النهي لا يكون في الحقيقة إلا للزجر عن القبيح و لا سبيل إلى صرفه بغير دليل ثم إن
حزنه إما أن يكون طاعة أو معصية فإن كان طاعة فإن النبي ص لا ينهى عن الطاعات بل
يأمر بها و إن كان معصية فقد نهاه النبي ص عنها و قد شهدت الآية بذلك و قوله
إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا فإن النبي ص أخبر أن الله معه و عبر عن نفسه
بلفظ الجمع كقوله إِنّٰا نَحْنُ
نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 2 صفحه : 75