نام کتاب : فلاح السائل و نجاح المسائل نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 102
اصفر لونهما و ظهر الخوف من الله جل جلاله عليهما لأنهما ع عرفا و
علما هيبة الملك الذي يقومان بين يديه. و سيأتي في هذا الكتاب من خوف النبي ص في
الصلوات و خوف عترته المعصومين ما تعلم يقينا أنك لست تابعا لهم و أنك على خلاف ما
كانوا عليه من معاملة سلطان العالمين. أقول و قد كان فرضنا جميعا أن نخاف الله جل
جلاله للهيبة و الحرمة التي يستحقها لذاته فبلغت الغفلة بنا إلى أننا لا نخاف لذلك
و لا نخاف لأجل خوف المعصومين الذين نقتدي بهم في عباداته و لا نخاف لأجل ما تجدد
منا من مخالفاته في إراداته و تهويننا بجلالة أمره و نهيه و بمقدس حبه و قربه و
مناجاته و هذا جهل عظيم منا بالمعبود كاد أن يقرب من جهل أهل الجحود فإذا قال
العبد وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ
السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ ينبغي أن يتحقق أنه
في مقام العرض و أنه ما مراد الله جل جلاله منه و مراد رسوله ع بقوله وَجَّهْتُ وَجْهِيَ أي وجهت صورة وجهي إلى
القبلة فحسب لِلَّذِي فَطَرَ
السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ و لكن المراد منه
أن يكون قد وجه قلبه و عقله عن الالتفات إلى سواه جل جلاله من سائر المرادات و
المكروهات.
أقول فإذا
كان وجه القلب مقبلا و متوجها إلى الله جل جلاله بالكلية كانت الجوارح مقبلة على
الله جل جلاله فيما خلقت له لأنها مع القلب كالرعية و عند هذه الحال يكون دخوله في
هذه الصلاة دخول أهل الإقبال فإن استمر على ذلك إلى حين الفراغ من الصلاة
نام کتاب : فلاح السائل و نجاح المسائل نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 102