و نحن نورد
ملخّص حججهم رحمهم الله، فنقول: أمّا أصحاب القول الأوّل فاحتجّوا بوجوه:
الأوّل:
الإجماع، نقله كثير منهم كابن إدريس، فإنّه قال في المسألة المسمّاة «خلاصة
الاستدلال»[2]:
أطبقت عليه
الإمامية خلفا عن سلف و عصرا بعد عصر، و أجمعت على العمل به، و لا يعتدّ بخلاف نفر
يسير من الخراسانيين. فإنّ ابني بابويه و الأشعريّين كسعد بن عبد الله صاحب كتاب
الرحمة[3] و سعد بن سعد[4] و محمّد بن عليّ بن
محبوب صاحب كتاب نوادر المصنّف[5]، و القميين أجمع
كعليّ بن إبراهيم ابن هاشم و محمّد بن الحسن بن الوليد[6]، عاملون
بالأخبار المتضمّنة للمضايقة، لأنّهم ذكروا أنّه لا يحلّ ردّ الخبر الموثوق
براويه، و حفظتهم[7] الصدوق ذكر ذلك في كتاب من لا يحضره الفقيه، و خرّيت هذه
الصناعة و رئيس الأعاجم الشيخ أبو جعفر الطوسي مودع أحاديث المضايقة في
[1]
«أجوبة المسائل العزّية»، ضمن «الرسائل التسع» ص 112.
[2] «خلاصة
الاستدلال على من منع من صحّة المضايقة بالاعتلال» فقدت و لم تصل إلينا. قال ابن
إدريس في «السرائر» ج 1، ص 273- مشيرا إليها-: «و لنا في المضايقة كتاب «خلاصة
الاستدلال على من منع من صحّة المضايقة بالاعتلال» بلغنا فيه إلى أبعد الغايات و
أقصى النهايات. و ذكرنا فيه ما لم يوجد في كتاب بانفراده».
[3] توفّي
سنة 301 أو 299، انظر ترجمته في «رجال النجاشي» ص 177- 178، الرقم 467.
[4] روى عن
الرضا و أبي جعفر عليهما السلام. وردت ترجمته في «رجال النجاشي» ص 179، الرقم 470.
[5] كان
شيخ القميّين في زمانه. وردت ترجمته في «رجال النجاشي» ص 349، الرقم 940. و انظر
الكلام حول كتابه هذا في «الذريعة» ج 24، ص 340، 349، «السرائر» ج 3، ص 601.
[6] كان
شيخ القميّين و فقيههم، توفي سنة 343. وردت ترجمته في «رجال النجاشي» ص 383، الرقم
1042.
[7] «رجل
حفظة كهمزة، أي كثير الحفظ» ( «تاج العروس» ج 20، ص 222، «حفظ»).
نام کتاب : غاية المراد في شرح نكت الإرشاد نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 102