- التقيد في
سنّ الصبيّ بالعود قبل السنة غريب جدّا، فإنّي لم أقف عليه في كتب أحد من الأصحاب
مع كثرة تصفّحي لها ككتب الشيخين و ابن البرّاج و ابن حمزة و ابن إدريس و ابني
سعيد و غيرهم من القائلين بالأرش مع العود و ابن الجنيد و من تبعه.، و لا في
رواياتهم، و لا سمعت من أحد من الذين لقيتهم. و إنّما هذا شيء اختصّ به المصنّف
قدّس الله روحه فيما علمته في جميع كتبه التي وقفت عليها، حتّى أنّه في التحرير
علّله بأنّه الغالب، و لا أعلم وجه ما قاله، و هو أعلم بما قال.[2].
ه- و من
الخصائص الأخرى لغاية المراد أنّه نقل مطالب كثيرة من كتب و رسائل قدماء الأصحاب-
تلك الكتب و الرسائل التي فقدت و لم تصل إلينا- التي لم ينقلها الآخرون أمثال ابن
إدريس و المحقّق و الفاضل الآبي و العلامة و فخر الدين رحمهم الله في مصنّفاتهم
التي وصلت إلينا. و قد قال في حقّ الشهيد أحد كبّار الفقهاء: «توفّرت عند الشهيد
آثار و مصنّفات القدماء و الأوّلين أكثر ممّا توفّر عند المحقّق و العلامة، و قد
نقل عنها الكثير».
و فيما يلي
سنذكر أسماء الكتب و الرسائل التي أوردها الشهيد في الجزء الأوّل من غاية المراد
فقط حسب تجزئتنا، و نقل عنها مطالب، و هي آثار مفقودة ليست بين ظهرانينا اليوم- و
هذه المطالب التي أوردها الشهيد في مصنّفاته لم يكن يوردها من تقدّمه من الفقهاء
في آثارهم فيما وصل بأيدينا من كتبهم المطبوعة، و لهذا تتجسّد إمامنا أهمّية هذا الأمر
أكثر-: