الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ فَاطِمَةَ ثُمَّ خَرَجَ لِلْمُبَاهَلَةِ وَ رَفَعَ كَفَّهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ فَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ فَلَمَّا رَآهُ الْحَبْرَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ وَ اللَّهِ إِنْ كَانَ نَبِيّاً لَنَهْلِكَنَّ وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ نَبِيٍّ كَفَانَاهُ قَوْمُهُ فَكَفَّا وَ انْصَرَفَا قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ زِدْنَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ إِلَى أَهْلِ الْمَوْسِمِ لِيَقْرَأَهَا عَلَى النَّاسِ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَا يُبَلِّغُ عَنْكَ إِلَّا عَلِيٌّ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمَرَنِي أَنْ أَرْكَبَ نَاقَتَهُ الْعَضْبَاءَ وَ أَنْ أَلْحَقَ أَبَا بَكْرٍ فَآخُذَ مِنْهُ الْبَرَاءَةَ فَأَقْرَأَهَا عَلَى النَّاسِ بِمَكَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَ سَخْطَةً هِيَ فَقُلْتُ لَا إِلَّا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُبَلِّغَ عَنْهُ إِلَّا رَجُلٌ مِنْهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ وَ كَانَ يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ هُوَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قُمْتُ قَائِماً ثُمَّ قُلْتُ وَ قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ أَلَا إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَيْكُمْ وَ قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ- بَرٰاءَةٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عٰاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمِ وَ صَفَرَ وَ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْراً مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ وَ قُلْتُ لَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَ لَا عُرْيَانَةٌ وَ لَا مُشْرِكٌ وَ لَا مُشْرِكَةٌ أَلَا وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَ سَلَّمَ فَمُدَّتُهُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ قَالَ وَ الأذن [الْأَذَانُ هُوَ اسْمِي فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرِي قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ زِدْنَا