تَكُونُوا مُلُوكَ الْأَرْضِ وَ حُكَّامَهَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ وَصِيّاً وَ وَزِيراً وَ وَارِثاً وَ أَخاً وَ وَلِيّاً فَأَيُّكُمْ يَكُونُ وَصِيِّي وَ وَارِثِي وَ وَلِيِّي وَ أَخِي وَ وَزِيرِي فَسَكَتُوا فَجَعَلَ يَعْرِضُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا رَجُلًا لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقْبَلُهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي وَ أَنَا يَوْمَئِذٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنّاً فَعَرَضَ عَلَيَّ فَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ لَهُمْ أَبُو لَهَبٍ لَوْ لَمْ تَسْتَدِلُّوا عَلَى سِحْرِ صَاحِبِكُمْ إِلَّا بِمَا رَأَيْتُمْ أَتَاكُمْ بِفَخِذِ شَاةٍ وَ قَدَحٍ مِنْ لَبَنِ فَشَبِعْتُمْ وَ رَوَيْتُمْ وَ جَعَلُوا يَهْزَءُونَ وَ يَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ قَدْ قَدَّمَ ابْنَكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ
و قد روى كثير من العامة عن أسلافهم في تأويل قول الله عز و جل- إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ أَنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص وَ ذَلِكَ أَنَّ سَائِلًا وَقَفَ بِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَرَمَى إِلَيْهِ بِخَاتَمِهِ وَ الْآيَةُ فِيهِ وَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ أَمْرُ غَدِيرِ خُمٍّ وَ مَقَامُ رَسُولِ اللَّهِ ص فِيهِ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص مَعْرُوفٌ وَ مَشْهُورٌ لَا يَدْفَعُهُ وَلِيٌّ وَ لَا عَدُوٌّ-
وَ أَنَّهُ ص لَمَّا صَدَرَ عَنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَ صَارَ بِغَدِيرِ خُمٍّ أَمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ لَهُ وَ نَادَى بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَأَقَامَهُ إِلَى جَانِبِهِ وَ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ عَلِيّاً مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ
فَأَيُّ بَيْعَةٍ تَكُونُ آكَدَ مِنْ هَذِهِ الْبَيْعَةِ وَ الْوَلَايَةِ-
وَ قَدْ رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص أَنَّ قَوْماً سَأَلُوهُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ