responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 52

هو كذلك يصوم دهره و لم يكن يأتى النساء كما لا يجوز للصائم أن يأتيهن فى حال صومه [1]، و الحج مثله مثل محمد صلى اللّه عليه و سلم و هو أول من أقام مناسك الحج و سنّ سنته و كانت العرب و غيرها من الأمم تحج البيت فى الجاهلية و لا تقيم شيئا من مناسكه كما أخبر اللّه تعالى عنهم بقوله: «وَ مٰا كٰانَ صَلٰاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلّٰا مُكٰاءً وَ تَصْدِيَةً» [2] و كانوا يطوفون به عراة فكان أول شي‌ء نهاهم عنه ذلك فقال فى العمرة التى اعتمرها قبل فتح مكة بعد أن وادع أهلها و هم مشركون: لا يطوفن بعد هذا بالبيت عريان و لا عريانة، و كانوا قد نصبوا حول البيت أصناما لهم يعبدونها فلما فتح اللّه مكة كسرها و أزالها و سن لهم سنن الحج و مناسكه و أقام لهم بأمر اللّه معالمه و افترض فرائضه و كان الحج خاتمة الأعمال المفروضة و كان هو صلى اللّه عليه و سلم خاتم النبيين، فلم يبق بعد الحج من دعائم الإسلام غير الجهاد و هو مثل سابع الأئمة الّذي يكون سابع أسبوعهم الأخير الّذي هو صاحب القيامة و هو كما تقدم القول فيما سمعتموه يعد سابعا للنطقاء إذ قد يجمع اللّه الناس كلهم على أمره فلا يدع أحدا خالف دين الإسلام و حدود الإيمان إلا قتله و هو أحد أئمة محمد صلى اللّه عليه و سلم و آخر إمام من ذريته و دعوته و دعوة جميع الأئمة إلى شريعة محمد صلى اللّه عليه و سلم ففضله اللّه بذلك على سائر من تقدمه من المرسلين و جعل له دونهم فضيلتين و مثلين الحج و الجهاد و إذا كان الّذي مثله مثل الجهاد من أهل دعوته و شريعته و أحد أولاده و أئمة دينه فلذلك قام هو أيضا بالجهاد مع إقامة الحج، و الجهاد ليس من أصل الأعمال إنما هو دعاء إلى اتباع الشريعة و قتل من امتنع من ذلك و كذلك مثله الّذي هو خاتم الأئمة لا يكون فى وقته عمل كما أخبر تعالى عن ذلك بقوله: «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لٰا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً» [3]، فلذلك كان محمد صلى اللّه عليه و سلم الّذي هو خاتم النبيين مثله مثل الحج الّذي هو خاتم الأعمال و فرضه مرة واحدة فى العمر و لا يفوت المرء ما دام حيّا إذا لحقه و إن مات قضى عنه بعد موته و كذلك يجرى هذه الأمثال فى أسابيع الأئمة‌


[1] و تتجلى النسبة بين عيسى و الصوم فيما أحاط بشريعته و أمته من الزهد و الرهبانية و الصيام بجميع أنواعه.

[2] سورة الأنفال: 34.

[3] سورة الأنعام: 158.

نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست