يكون أول كل أسبوع منهم مثله مثل الولاية لأنه أول من افترض اللّه
منهم ولايته، و الثانى مثله مثل الطهارة، و الثالث مثله مثل الصلاة، و الرابع مثله
مثل الزكاة، و الخامس مثله مثل الصوم، و السادس مثله مثل الحج على ما تقدم من
أمثال النطقاء، و السادس منهم يسمى متما كما سمى محمد صلى اللّه عليه و سلم خاتم
النبيين و يكمل به أمر الأسبوع، و يكون السابع أقواهم و يتم به الأمر و مثله مثل
الجهاد على ما تقدم به القول.
فهذه أمثال
السبع الدعائم التى هى دعائم الإسلام و أمثالها الذين هم النطقاء و الأئمة كذلك هم
دعائم الدين التى استقر عليها فافهموا الأمثال أيها المؤمنون تكونوا من العالمين
فإن اللّه يقول: «وَ تِلْكَ الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ
وَ مٰا يَعْقِلُهٰا إِلَّا الْعٰالِمُونَ»[1] جعلكم اللّه
من العالمين العاملين بما يعلمون، و أعاذكم من جهل الجاهلين و حيرة الضالين و ضلال
المبطلين، و وفقكم اللّه لما يرضيه و يزكو لديه و يزدلف به إليه و صلى اللّه على
محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما، حسبنا اللّه و نعم الوكيل.
المجلس
الثانى من الجزء الأول: [فى باب الولاية]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه حمدا متصلا دائما كثيرا، و صلى اللّه على النبي محمد صلى
اللّه عليه و سلم و أهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،
و أما ما
جاء فى كتاب الدعائم من ذكر الإيمان و الإسلام و أن كل واحد منهما غير الآخر و أن
الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان.
فقد جاء
بيان ظاهر ذلك فى كتاب الدعائم، و باطنه أن الإسلام مثله مثل الظاهر و الإيمان
مثله مثل الباطن و لا بد من إقامتهما جميعا و التصديق بهما معا و العمل بما يجب
العمل به منهما و لا يجزى إقامة أحدهما دون الآخر و لا التصديق بشيء منهما مع
التكذيب بالآخر و لا يكون إقامة الباطن إلا بعد إقامة الظاهر كما لا يكون المرء
مؤمنا حتى يكون مسلما، و كذلك مثل الإمام محمد بن على صلى اللّه عليه و سلم الظاهر
و الباطن بدائرتين: إحداهما فى داخل الأخرى، فمثل الإسلام بالدائرة الخارجة و هى
الظاهرة، و مثل الإيمان بالدائرة الداخلة و هى الباطنة، و ذلك مذكور فى كتاب
الدعائم بصورته و شكله فأبان بذلك أن مثل الإسلام مثل الظاهر و مثل الإيمان مثل