إليه و الكون معه لأنهم كذلك كانوا بنياتهم لو وجدوا سبيلا إليه، و
قد ذكرنا فيما تقدم ما توجبه النيات من مثل ذلك و فى هذا الباب أخبار كثيرة توافق
ما ذكرنا منه[1]
حذفنا ذكرها اختصارا لما كانت من معنى ما ذكرناه و فيه وجوه من الدعاء كثيرة و
تأويل الدعاء كما قدمنا ذكره الدعاء إلى دعوة الحق و الدعاة فى ذلك يختلف معانيهم
فيما يعاملون به المستجيبين من لفظهم بقدر ما فيهم من البلاغة و التقصير و التخلف،
و ذلك تأويل اختلاف وجوه الدعاء فى الظاهر و المراد بجميعه السؤال و الطلب و
الرغبة إلى اللّه فى وجوه ما يسأله من يدعوه و كذلك المراد بدعوة الحق و إن اختلفت
معانى الدعوة فيها التقرب إلى اللّه و التوسل إلى فضله بها كما يتوسل بالدعاء إليه
من يدعوه فى الظاهر، فافهموا التأويل أيها المؤمنون فتح اللّه لكم فى فهمه و علمه
و العمل به بفضل رحمته و أمنه، و صلى اللّه على محمد نبيه و على الأئمة من أبرار
عترته و سلم تسليما.
المجلس
السادس من الجزء الخامس: [فى ذكر الكلام]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الأزلى بلا حد فى الأزلية محدود، و الباقى إلى غير نهاية
أمد فى البقاء معدود، و صلى اللّه على أفضل البرية، محمد نبيه و الأئمة من عترته
المرضية، و إن الّذي يتلو ما تقدم ذكره من تأويل ما فى كتاب دعائم الإسلام:
ذكر الكلام
و الأعمال فى الصّلاة: الكلام فى ظاهر الصلاة بغير ما حد فيها من التكبير و
التسبيح و القراءة و الدعاء لا يجوز و كذلك لا يجوز فيها من الأعمال إلا ما يقام
بها حدودها، و تأويل ذلك ما قد تقدم ذكره من أنه لا يجوز فى باطنها التى هى دعوة
الحق من استجاب إليها و أخذ عليه ميثاقها أن يتكلم بشيء مما سمعه من سرها الّذي
أمر بكتمانه حتى يؤذن له فى ذلك و كذلك لا يعمل فيها عملا إلا ما يقيم به حدودها
التى أمر بإقامتها فهذه جملة القول فى ظاهر الكلام و الأعمال فى ظاهر الصلاة و باطنها.
و يتلو ذلك
ما جاء عن أمير المؤمنين صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: من تكلم فى صلاته أعاد،
فهذا هو الحكم فى ظاهر الصلاة أن من تكلم بعد أن أحرم فيها قطعها و استقبل الصلاة
من أولها، و تأويل ذلك أن من دخل فى دعوة الحق المستورة التى