عَلَى الْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ»[1] و قوله: «فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ
يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
الْكٰافِرِينَ»[2]
فوصف المؤمنين بالذلة على أوليائه و العزة على أعدائه فمن ذلك وصف الدعاة إلى باطن
الصلاة و هى دعوة الحق بالضعف و كذلك هم فى الباطن و الدعاة إلى ظاهر الصلاة و هم
المؤذنون و كذلك هم فى الظاهر فافهموا أيها المؤمنون فهمكم اللّه ما به تنتفعون و
جعلكم به من العاملين و فيه من المخلصين، و صلى اللّه على محمد (صلى اللّه عليه و
سلم) خاتم النبيين و على الأئمة من ذريته الطاهرين و سلم تسليما.
المجلس
الثانى من الجزء الرابع: [فى ذكر الأذان]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الّذي لم يتناه فى الأوهام فيوصف و لم تدركه حواس مخلوقاته و يكيف و
صلى اللّه على محمد (صلى اللّه عليه و سلم) خير من بريته و على الأئمة الهداة
المصطفين. من ذريته. و إنه يتلو ما مضى مما قرئ عليكم من تأويل كتاب دعائم
الإسلام:
قول على صلى
اللّه عليه و سلم أنه قال ما آسى على شيء إلا أنى كنت وددت أن لو سألت رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلم الأذان للحسن و الحسين صلى اللّه عليه و سلم تأويله أنه كان
أحب صلى اللّه عليه و سلم أن لو قد سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يدعو
للحسن و الحسين فى الظاهر و ينص عليهما بالإمامة من بعده كما دعا إليه هو بذاك و
نص عليه فى الظاهر يوم غدير خم و غيره و أمر بالأذان بأن الصلاة جامعة لذلك و حتى
اجتمع الناس إليه و قام فيهم بولايته و إن كان قد عهد فى ذلك إليه و عرفه كيف
تنتقل الإمامة فى ذريته و أسر ذلك فى الباطن إليه فإنه عليه الصلاة و السلام كان
أحب أن يسأل ذلك منه صلى اللّه عليه و سلم ظاهرا ليؤكد بذلك إمامة الأئمة من ذريته
و إن كانت تأكدت فذلك هو الأذان الّذي كان أحب أن يسأله من رسول اللّه صلى اللّه
عليه و سلم ليخبر الناس به كما قال تعالى: «وَ أَذٰانٌ مِنَ
اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّٰاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ
أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ»[3] يعنى
إخبارا من اللّه و من رسوله صلى اللّه عليه و سلم بذلك، و كذلك قوله: