بسم اللّه
الرحمن الرحيم، الحمد للّه كنه حمده و صلى اللّه على محمد رسوله و عبده و على على
صلى اللّه عليه و سلم و الأئمة من ولده قد سمعتم نفعكم اللّه بما تسمعون و لا جعله
حجة عليكم فى الدين ما جاء فى باطن ما فى كتاب الدعائم من أوله إلى آخر باب الوضوء
للصلاة و يتلو ذلك فى كتاب الدعائم:
ذكر المياه
التى يتطهر بها و ما يحلها و ما ينجسها. قد مر فيما سمعتموه من الباطن أن الماء فى
الظاهر مثله مثل العلم فى الباطن فكما تكون حياة الأجسام فى الظاهر بالماء الظاهر
كذلك تكون حياة الأرواح فى الباطن بالعلم و الحكمة و كما يكون فى الظاهر بالماء
الظاهر طهارة الأبدان الظاهرة كذلك تكون فى الباطن طهارة الأرواح الباطنة بالعلم
الباطن.
و من ذلك
قول اللّه تعالى: «وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً
لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطٰانِ وَ
لِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدٰامَ»[1] و قوله: «وَ
نُسْقِيَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً وَ أَنٰاسِيَّ
كَثِيراً وَ لَقَدْ صَرَّفْنٰاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبىٰ
أَكْثَرُ النّٰاسِ إِلّٰا كُفُوراً»[2] فالعلم هو
الّذي يذهب رجز الشيطان و به يثبت اللّه الذين آمنوا و يربط قلوبهم و هو الّذي
صرفه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس كما أخبر سبحانه إلا كفورا و لم يصدق به إلا
القليل الذين أثنى عليهم فى كتابه و كذلك لما كان الماء الظاهر به حياة الأبدان
الظاهرة و عنه يكون النبات الّذي به الأقوات كان كذلك بالعلم الّذي هو مثله فى
الباطن حياة الأرواح الحياة الدائمة فى دار البقاء فى الآخرة و من ذلك قول اللّه: «وَ
أَنْ لَوِ اسْتَقٰامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ
مٰاءً غَدَقاً»[3] فالمراد بالماء هاهنا العلم فى الباطن فأما
الماء الظاهر فقد سقاه اللّه البر و الفاجر و المؤمن و الكافر و أما قوله: «وَ
نُسْقِيَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً وَ أَنٰاسِيَّ
كَثِيراً» فالأنعام هاهنا أولياء اللّه و أسبابهم الذين أنعم اللّه بهم على
العباد و أناسى كثيرا يعنى الذين استجابوا[4] لهم و لم يقل إنه
سقاه كل الناس و الماء منه ما يشرب و يتطهر به و منه ما يتطهر به و لا يشرب كالماء
الملح