نام کتاب : التنقيح الرائع لمختصر الشرائع نویسنده : الفاضل مقداد جلد : 4 صفحه : 237
و في انعقاده للأعمى تردد، و الأقرب: أنه لا ينعقد لمثل ما ذكرناه
في الكتابة. (1) و في اشتراط الحرية تردد، الأشبه: أنه لا يشترط. (2)
إدريس، لأن استحضار العلم بأمور الحكومة دائما متعذر، للزوم عروض النسيان للإنسان،
فلا بد من الكتابة المذكورة. و هو اختيار العلامة و المصنف.
و لا نسلم
أن النبي صلى اللّٰه عليه و آله و سلم لم يكن عالما بالكتابة بعد البعثة بل
كان عالما بها، و الآية غير دالة على عدم ذلك، لان لفظة «كنت» تدل على انقطاع
خبرها كقولك «ما كنت اكتب» أي كتبت بعد أن لم اكتب. و كذا قوله «وَ
لٰا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ» أي و ما كنت تخطه ثم انقطع الحكم و خطه
بعده. و كذا كونه صلى اللّٰه عليه و آله أميا لا يدل على عدم كتابته،
لاحتمال كونه منسوبا إلى أم القرى لا بمعنى عدم علمه بالكتابة، و عدم كتابته لا
يستلزم عدم علمه بالكتابة.
و لان سلمنا
دلالة الآية على عدم كتابته لكن عصمته و قوة تمييزه و ضبطه و قوته الحافظة مغنيات
له عن الكتابة، و ليس كذلك غيره من القضاة الذين يجوز عليهم الخطأ و النسيان و ضعف
التميز و الحفظ.
قوله: و
في انعقاده للأعمى تردد و الأقرب انه لا ينعقد لمثل ما ذكرناه في الكتابة.
[1] منشأ
تردده من أصالة عدم الاشتراط و لذلك لم يكن البصر شرطا في النبوة، لان شعيبا عليه
السلام كان أعمى، و من أن الكناية شرط كما تقدم فيلزم كون البصر شرطا استدلالا
بالملزوم على اللازم، و لانه يفتقر الى مشاهدة الغرماء ليحكم على أشخاصهم. و نمنع
كون شعيب عليه السلام أعمى بالكلية، و ان سلمنا فهو مؤيد بالوحي.
قوله: و
في اشتراط الحرية تردد و الأشبه انه لا يشترط
[2] منشأ
التردد من أصالة عدم الاشتراط، و لان العبد ان لم تحصل فيه الشرائط
نام کتاب : التنقيح الرائع لمختصر الشرائع نویسنده : الفاضل مقداد جلد : 4 صفحه : 237