وَ أَمَّا السُّنَّةُ فَالْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ الْجُلُوسُ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ وَ الْأَكْلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَ لَعْقُ الْأَصَابِعِ وَ أَمَّا التَّأْدِيبُ فَالْأَكْلُ مِمَّا يَلِيكَ وَ تَصْغِيرُ اللُّقْمَةِ وَ الْمَضْغُ الشَّدِيدُ وَ قِلَّةُ النَّظَرِ فِي وُجُوهِ النَّاسِ
قَالَ الطَّبْرِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ رُوِيَ أَنَّ مَنْ غَسَلَ يَدَهُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ عَاشَ فِي سَعَةٍ وَ عُوفِيَ مِنْ بَلْوَى فِي جَسَدِهِ قَالَ وَ إِذَا كَانَ عَلَى الْمَائِدَةِ أَلْوَانٌ مُخْتَلِفَةٌ فَسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ كُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا فَإِنْ نَسِيتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ قَالَ وَ لَا تَتَّكِ فِي حَالِ الْأَكْلِ وَ لَا تَقْطَعِ اللَّحْمَ بِالسِّكِّينِ لِأَنَّهُ مِنْ فِعْلِ الْأَعَاجِمِ وَ انْهَشْ نَهْشاً فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَ أَمْرَأُ وَ لَا تَسْتَعِنْ بِالْخُبْزِ وَ لَا تَسْتَخْدِمْهُ فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَقَعَ عَلَيْهِ الْفَقْرُ وَ سُلِّطَ عَلَيْهِ الْجُذَامُ وَ كُلْ مَا وَقَعَ تَحْتَ مَائِدَتِكَ فَإِنَّهُ يَنْفِي عَنْكَ الْفَقْرَ وَ هُوَ مَهْرُ الْحُورِ الْعِينِ وَ مَنْ أَكَلَهُ حُشِيَ قَلْبُهُ عِلْماً وَ حِكَماً وَ إِيمَاناً وَ نُوراً وَ إِنْ كُنْتَ فِي الصَّحْرَاءِ فَدَعْهُ قَالَ وَ لَا تَأْكُلْ عَلَى الشِّبَعِ فَإِنَّهُ مَكْرُوهٌ وَ رُبَّمَا بَلَغَ حَدَّ الْحَظْرِ قَالَ وَ لَا تَتَوَلَّ الْأَكْلَ وَ الشُّرْبَ بِالْيَسَارِ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ قَالَ وَ عَلَيْكَ بِالْخِلَالِ فَإِنَّ الصَّادِقَ ع قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع بِالسِّوَاكِ وَ الْحِجَامَةِ وَ الْخِلَالِ قَالَ وَ لَا تَخَلَّلْ بِالْقَصَبِ وَ لَا بِالْآسِ وَ لَا بِالرُّمَّانِ
وَ قَالَ الطَّبْرِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ تَقُولُ عِنْدَ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُطْعِمُ وَ لٰا يُطْعَمُ وَ يُجِيرُ وَ لٰا يُجٰارُ عَلَيْهِ وَ يَسْتَغْنِي وَ يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا رَزَقْتَنَا مِنْ طَعَامٍ وَ إِدَامٍ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ بِغَيْرِ كَدٍّ مِنِّي وَ لَا مَشَقَّةٍ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ